تنافس إقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي
تشهد منطقة جنوب شرق آسيا سباقًا متزايدًا لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وسط تحديات بنيوية تواجه بعض دولها. ووفق تقرير لشبكة “سي إن بي سي”، تسعى اقتصادات المنطقة لتصبح مركزًا رئيسيًا للذكاء الاصطناعي، مع تحقيق تقدم ملحوظ في الوصول إلى الإنترنت وانتشار الهواتف الذكية بنسبة تتراوح بين 65% و90%.
سنغافورة في الصدارة
تتصدر سنغافورة دول المنطقة، حيث وضعت استراتيجيات واضحة لتطوير الذكاء الاصطناعي منذ 2019. وحدثت خططها في 2023 لزيادة القوى العاملة في هذا القطاع إلى 15 ألف شخص، بالإضافة إلى استثمارات بقيمة مليار دولار سنغافوري على مدى خمس سنوات. احتلت سنغافورة المركز الأول في مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي لآسيا والمحيط الهادئ لعام 2023، متفوقة على ماليزيا وإندونيسيا وفيتنام.
تطلعات دول المنطقة
- فيتنام: تعمل على تطوير صناعة الرقائق وتطمح لتصبح مركزًا أبحاثيًا في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030.
- كمبوديا: تركز على توظيف الذكاء الاصطناعي لدعم التكنولوجيا الزراعية، التي تمثل 22% من الناتج المحلي الإجمالي.
- ماليزيا وإندونيسيا: تتجهان لتعزيز استثماراتهما في البنية التحتية الرقمية لجذب الشركات التقنية العالمية.
عوامل داعمة لتطور الذكاء الاصطناعي
بحسب خبير تكنولوجيا المعلومات محمد الحارثي، تستفيد المنطقة من:
- قاعدة سكانية ضخمة توفر بيانات هائلة لتطوير الذكاء الاصطناعي.
- تسارع التحول الرقمي في قطاعات رئيسية مثل الصحة والتعليم.
- استراتيجيات وطنية لدعم الابتكار وتطوير البنية التحتية الرقمية.
تحديات تعرقل النمو
- نقص البنية التحتية التكنولوجية في دول مثل ميانمار ولاوس.
- الفجوة التنموية بين الدول المتقدمة مثل سنغافورة والدول النامية.
- تحديات قانونية وأخلاقية متعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي وحماية الخصوصية.
التعاون الدولي
أصدرت دول آسيان دليلًا إقليميًا لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في 2023، مع تأكيدها على أهمية التعاون الدولي لتحقيق التوازن بين الابتكار والتنظيم.
نظرة مستقبلية
يشير أستاذ الاقتصاد الدولي، الدكتور علي الإدريسي، إلى أن المنطقة تمتلك إمكانات كبيرة لتصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق الذكاء الاصطناعي، بشرط تعزيز الاستثمار في البنية التحتية وتطوير الكفاءات التقنية. وأضاف أن الشباب المتمرس في التكنولوجيا يمثل فرصة ذهبية لتطوير القطاع.