تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز مكانتها الريادية في مجال الذكاء الاصطناعي عبر استراتيجيات متعددة تهدف إلى دعم الابتكار واستخدام هذه التقنية الحديثة في شتى القطاعات الحيوية مثل الصحة والنقل والتعليم. بالإضافة إلى تبني المبادرات لتوطين الذكاء الاصطناعي، تهدف المملكة إلى تعريب المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بهذه التقنية لتسهيل فهمها وتطبيقها بشكل أفضل في المجتمع السعودي.
تحقيق الاستفادة المثلى من الذكاء الاصطناعي
تهدف المملكة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين الاقتصاد الرقمي، وتقديم خدمات أفضل للمواطنين في جميع القطاعات. وقد عملت على تبني وتطبيق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي من خلال المبادئ التي اعتمدتها اليونسكو في 2021، كما أنشأت المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الرياض، والذي حصل على صفة مركز دولي تحت رعاية اليونسكو في 2023.
دفع عجلة الابتكار وتوسيع التعاون الدولي
حرصت المملكة على مواكبة التطورات السريعة في هذا المجال، مما أدى إلى تنظيم القمة العالمية للذكاء الاصطناعي كل عامين لتبادل الخبرات وعقد الشراكات مع الجهات والشركات المحلية والعالمية. خلال هذه القمة، تم إطلاق ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي، وهو الأول من نوعه لتعزيز التعاون في هذا المجال. كما تم توقيع مذكرات تفاهم مع شركات مثل “IBM” و”مايكروسوفت” لإنشاء مراكز تميز في الذكاء الاصطناعي.
المملكة تتصدر في مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي
احتلت المملكة المركز الـ14 عالميًا والأول عربيًا في مؤشر الذكاء الاصطناعي المعتمد من الأمم المتحدة، كما تصدرت المركز الأول عالميًا في معيار الإستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي. يعكس هذا التقدم التزام المملكة بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوطينها ضمن مختلف القطاعات.
القطاع الصناعي يستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي
في إطار الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، استفاد القطاع الصناعي السعودي من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف. وتشمل المشاريع الرئيسية مثل “مصانع المستقبل” التي تهدف إلى تحويل أربعة آلاف مصنع لتبني الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى مبادرات أخرى تهدف إلى تعزيز الابتكار في قطاع الصناعة.
مركز التميز للذكاء الاصطناعي في الصناعة والتعدين
أطلقت المملكة مركز التميز للذكاء الاصطناعي في الصناعة والتعدين بهدف تحسين كفاءة القطاع الصناعي ودعم أهداف المملكة الإستراتيجية في أن تصبح قوة صناعية رائدة. ويهدف المركز إلى تطوير القدرات الوطنية في البيانات والذكاء الاصطناعي ودعم التبني الفعّال لهذه التقنيات في القطاع الصناعي.
توقعات واعدة في مجال الذكاء الاصطناعي
تشير التوقعات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيسهم بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول 2030. كما تتوقع المملكة افتتاح مصنع روبوتات بتكلفة 150 مليون دولار بالتعاون مع مجموعة سوفت بنك قبل نهاية العام، وهو ما يعكس تطور المملكة في هذا المجال.
بذلك، تواصل المملكة العربية السعودية جهودها في استثمار الذكاء الاصطناعي وتوطينه في مختلف القطاعات، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.