في الأشهر الأخيرة، أصبح تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف المالية محور النقاش في المؤتمرات المختلفة. الحضور تنوع بين طلاب قلقين بشأن فرص العمل، ومديرين تنفيذيين مهتمين بتكاليف الموظفين، بالإضافة إلى عملاء ومنظمين يسعون لفهم التغييرات المتوقعة في تجربة العملاء.
مع التقدم الملحوظ في الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة، هناك إجماع على أن العديد من الوظائف التقليدية في القطاع المالي ستختفي، إلا أن الابتكار سيخلق فرصاً جديدة. الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تحسين الكفاءة وفتح آفاق جديدة، بالإضافة إلى دفع عجلة النمو في القطاع المالي.
اضطراب سوق العمل المالي
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي قد يولد المزيد من الوظائف، إلا أن هذا التحول سيسبب اضطراباً. فالوظائف الجديدة قد لا تكون في متناول من فقدوا وظائفهم، والشركات الناشئة قد تستفيد أكثر من المؤسسات القائمة. الرسالة واضحة للطلاب والعاملين في القطاع المالي: الاستعداد للتغيير، وللمستثمرين: تنويع استثماراتهم بين المؤسسات التقليدية والمبتكرين.
مفهوم “اعرف عميلك” والتطور التكنولوجي
بدأ مفهوم “اعرف عميلك” كعملية شخصية تتطلب معرفة دقيقة بالعملاء، وتحول تدريجياً منذ السبعينيات إلى عملية معقدة تعتمد على الأتمتة بفعل القوانين والتشريعات الدولية.
في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، توسعت هذه العملية لتصبح جزءاً من جهود مكافحة الإرهاب والكشف عن الفساد، ما أدى إلى زيادة كبيرة في جمع المعلومات ومعالجتها.
التغييرات المتوقعة بفعل الذكاء الاصطناعي
اليوم، يعمل حوالي 10% إلى 15% من موظفي البنوك في مجال “اعرف عميلك”. ومع ذلك، من المتوقع أن تحل أنظمة الذكاء الاصطناعي محل معظم هذه الوظائف قريباً، مع الحاجة إلى عدد محدود من خبراء التكنولوجيا والسياسات.
خوارزميات الذكاء الاصطناعي ستقوم بمهام التحقيق وجمع البيانات بشكل أكثر كفاءة ودقة، ولكن هذا قد يؤدي إلى “سباق تسلح” بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ووسائل الاحتيال.
الفرص المستقبلية في القطاع المالي
مع تطور الذكاء الاصطناعي، ستظهر فرص جديدة لتحسين الخدمات واكتشاف العملاء الجدد. وستتكرر تجربة “اعرف عميلك” في مجالات أخرى مثل الامتثال وإدارة المخاطر.
بحلول عام 2030، سيكون النظام المالي قد خلق قيمة اقتصادية أكبر بكثير، مع ظهور وظائف جديدة تتطلب مهارات متقدمة في استغلال الذكاء الاصطناعي.
الرسالة الأهم
العمال الماليون في المستقبل الناجحون لن يكونوا أولئك الذين يتنافسون مع الذكاء الاصطناعي، بل من يستغلون قوته لتعزيز كفاءتهم وإبداعهم.
آرون براون – رئيس سابق لأبحاث الأسواق المالية في شركة «إيه كيو آر كابيتال مانجمينت»
