أزمة جيوسياسية وتحديات السلم العالمي
انعقد المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام وسط أزمات جيوسياسية تُعدّ من الأكثر تعقيداً منذ عقود، وفق رئيس المنتدى بورغه برنده. وصرح برنده بأن التوترات الدولية أدت إلى نزوح أكثر من 122 مليون شخص قسراً، وهو رقم قياسي يعكس تدهور السلم والأمن. ورغم ذلك، أكد أن التعاون الدولي لم يتراجع بشكل كبير، مستشهداً بهدنة غزة كمثال على استمرار التعاون بين الجهات الإقليمية الفاعلة.
العصر الذكي: محور اجتماع المنتدى
تحت شعار «التعاون من أجل العصر الذكي»، ركز المنتدى في دورته الـ55 على الاستعداد لتحول الاقتصاد العالمي إلى عصر الذكاء الاصطناعي. أشار برنده، وفق ما نقله الشرق الأوسط، إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يضيف أكثر من 4 تريليونات دولار سنوياً إلى الاقتصاد العالمي، منها 320 مليار دولار متوقعة في الشرق الأوسط بحلول 2030. ومع ذلك، أبدى برنده قلقه من تأثير الذكاء الاصطناعي على 40% من الوظائف عالمياً، ما يتطلب تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان استغلال هذه التكنولوجيا بطريقة مسؤولة ومنصفة.
التحديات الأمنية وتأثيرها على التعاون الدولي
تحدث برنده عن تأثير التوترات الجيوسياسية والنزاعات في أوكرانيا والسودان والشرق الأوسط على جمود التعاون الدولي، مشيراً إلى أن «مقياس التعاون العالمي» أظهر توقف التحسن في التعاون على مدى السنوات الثلاث الماضية. وأعرب عن قلقه من التباطؤ في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث لم يتحقق سوى 17% منها حتى الآن، ما يستدعي جهداً دولياً مضاعفاً لمعالجة هذه الأولويات.
التوازن بين التطور التكنولوجي والاستدامة
أكد برنده على أهمية العمل الجماعي لضمان أن الاقتصادات المعتمدة على التكنولوجيا تحقق النمو وفرص العمل بشكل عادل. وشدد على ضرورة اتباع نهج عالمي شامل لتطوير الضمانات المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما أوصت به الهيئة الاستشارية التابعة للأمم المتحدة.
الرؤية المستقبلية: تعاون دولي لمواجهة التحديات
رغم التحديات، أبدى رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي تفاؤلاً باستمرار الحوار بين الدول والقطاعات المختلفة، مشيراً إلى أن المنتدى يهدف إلى إيجاد حلول تضمن الاستفادة من التحول الرقمي مع معالجة القضايا الأمنية والتنموية العالمية.




