كشف تقرير أصدرته شركة غوغل أن قراصنة من دول عدة، أبرزها الصين وإيران وكوريا الشمالية، يستغلون روبوت الدردشة Gemini المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتعزيز هجماتهم الإلكترونية ضد الولايات المتحدة.
ووفقًا للتقرير، فإن نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية الكبيرة (LLMs) لم تغير نوع الهجمات التي يشنها القراصنة، لكنها جعلتهم أكثر كفاءة وسرعة في تنفيذ عملياتهم.
الذكاء الاصطناعي.. تسريع للهجمات وليس تغييرًا جذريًا
أكد التقرير أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمنح القراصنة، سواء كانوا من ذوي المهارات العالية أو المحدودة، قدرة أكبر على تنفيذ هجماتهم بشكل أسرع وعلى نطاق أوسع. كما أوضح أن تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية لم تخلق استراتيجيات هجومية جديدة، وهو ما أكدته أيضًا شركات مثل OpenAI وMicrosoft في أبحاث سابقة.
آدم سيغال، مدير برنامج السياسة الرقمية والفضاء السيبراني في مجلس العلاقات الخارجية، أوضح أن الذكاء الاصطناعي لم يكن نقطة تحول حتى الآن في مجال الهجمات الإلكترونية، لكنه ساعد القراصنة في صياغة رسائل تصيد إلكتروني أكثر إقناعًا واكتشاف بعض الشفرات البرمجية.
قراصنة الدول.. أساليب وطرق مختلفة
حدد تقرير غوغل نوعين رئيسيين من الجهات التي تستغل Gemini في عملياتها:
- التهديدات المستمرة المتقدمة (APT): وتشير إلى هجمات مدعومة من حكومات، تشمل التجسس الإلكتروني والاختراقات المدمرة.
- التهديدات المعلوماتية (IO): وهي عمليات تهدف إلى التأثير على الرأي العام عبر الإنترنت باستخدام معلومات مضللة وحملات منسقة.
وكانت إيران الأكثر استخدامًا لـGemini في كلا الفئتين، حيث استغلت الذكاء الاصطناعي لجمع المعلومات عن الأفراد والمنظمات، والبحث عن الثغرات الأمنية، بالإضافة إلى تطوير المحتوى لحملات دعائية عبر الإنترنت.
أما الصين، فقد استخدم قراصنتها Gemini لأكثر من 20 مرة في مهام مثل التعرف على الأهداف، وكتابة النصوص، وطلب الترجمة، وفهم المفاهيم التقنية.
في المقابل، ركزت كوريا الشمالية على استخدام الذكاء الاصطناعي في توظيف عمال تكنولوجيا معلومات سرّيين داخل شركات غربية، بهدف تسهيل سرقة الملكية الفكرية.
دعوات لتعاون حكومي لحماية الأمن السيبراني
أكد كينت ووكر، رئيس الشؤون العالمية في غوغل، أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الحفاظ على تفوقها التكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي، محذرًا من أن هذا التفوق قد لا يستمر ما لم يتم اتخاذ تدابير لحماية الأمن الوطني.
ودعا ووكر الحكومة الفيدرالية إلى تعزيز التعاون مع القطاع الخاص لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي والتقنيات السحابية في المجالات العسكرية والاستخباراتية، بهدف التصدي للتهديدات السيبرانية المتزايدة.




