الإمارات تعزز ريادتها في الذكاء الاصطناعي عبر نماذج متطورة واستثمارات ضخمة

نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة لدعم الاقتصاد الرقمي

تواصل الإمارات العربية المتحدة استراتيجيتها الطموحة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، من خلال الاستثمار في التكنولوجيا التحويلية، وخاصة الذكاء الاصطناعي. ومن أبرز إنجازاتها في هذا المجال، إطلاق نموذج فالكون اللغوي في عام 2023، وهو نموذج مفتوح المصدر أثبت كفاءته وقورن بأبرز النماذج العالمية مثل ChatGPT. كما طورت الإمارات نموذج “جيس”، وهو روبوت محادثة باللغة العربية، ما يعكس التزامها بتعزيز المحتوى الرقمي العربي وتطوير حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي.

التعلم من “ديبسيك” وتعزيز القدرة التنافسية

أكد فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، أن نجاح الشركات الكبرى مثل “ديبسيك” يبرز أهمية التحرك بسرعة لتحقيق تأثير ملموس في هذا المجال. وأضاف أن الإمارات تستفيد من هذه التجارب العالمية وتخطط لإطلاق نماذج ذكاء اصطناعي جديدة لمواكبة التطورات المتسارعة، مشيرًا إلى أن المنافسة في الذكاء الاصطناعي لا تزال مفتوحة، مما يشجع الدول الطموحة على الاستثمار الجاد في هذا القطاع.

استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية

إلى جانب تطوير النماذج الذكية، تواصل الإمارات ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية، حيث خصصت مليارات الدولارات لإنشاء مراكز بيانات في فرنسا والولايات المتحدة. وتهدف هذه الاستثمارات إلى تعزيز قدراتها في معالجة البيانات والتكنولوجيا المتقدمة، مما يمنحها ميزة تنافسية قوية. ويرى البناي أن ثروة الإمارات، وجاذبيتها للمواهب العالمية، وسرعة اتخاذ القرارات عوامل رئيسية تدعم تقدمها في سباق الذكاء الاصطناعي.

التحديات والتنظيم العالمي للذكاء الاصطناعي

في ظل توجه بعض الدول نحو تشديد اللوائح التنظيمية على الذكاء الاصطناعي، يرى البناي أن التنظيم المفرط قد يعيق الابتكار. وأوضح أن وضع قواعد صارمة قد يدفع بعض الشركات إلى التوجه نحو أسواق أقل تنظيمًا، مما يجعل السيطرة الكاملة على التكنولوجيا غير واقعية. وأكد أن التنظيم يجب أن يركز على الجوانب الأخلاقية والأمنية دون أن يشكل عائقًا أمام التقدم التكنولوجي.

الإمارات في طليعة السباق التكنولوجي

تعكس هذه التحركات الطموحة التزام الإمارات بأن تكون رائدة في الذكاء الاصطناعي عالميًا، عبر الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، وتعزيز البنية التحتية الرقمية، مما يجعلها لاعبًا أساسيًا في المستقبل الرقمي العالمي.

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 884

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *