إنفيديا تحقق إيرادات قوية رغم القلق بشأن مستقبل السوق
كشفت شركة إنفيديا، الرائدة في صناعة الرقائق، عن رؤيتها الطموحة لمستقبل شرائح “بلاكويل”، والتي حققت مبيعات بلغت 11 مليار دولار خلال الربع الرابع، وهو ما وصفته الشركة بأنه أسرع إطلاق لمنتج في تاريخها. ورغم أن الإيرادات كانت قوية، فإنها لم تحقق القفزة الاستثنائية التي اعتاد عليها المستثمرون، مما أثار بعض القلق في السوق.
أداء مالي قوي رغم التوقعات العالية
أعلنت إنفيديا أن مبيعاتها خلال الربع الأول المالي، الممتد حتى أبريل، ستصل إلى 43 مليار دولار، متجاوزة متوسط توقعات المحللين البالغ 42.3 مليار دولار، ولكنها لم تصل إلى بعض التقديرات التي بلغت 48 مليار دولار. كما أشارت الشركة إلى أن هوامش الربح الإجمالي ستكون أقل من المتوقع، وهو ما انعكس على أداء الأسهم.
ورغم ذلك، تمكنت إنفيديا من تحقيق مبيعات بلغت 39.3 مليار دولار خلال الربع الرابع المنتهي في 26 يناير، بزيادة كبيرة مقارنة بإجمالي إيراداتها السنوية قبل عامين، والتي بلغت آنذاك 27 مليار دولار.
طفرة الذكاء الاصطناعي تعزز مكانة إنفيديا
تُعد إنفيديا من أكبر المستفيدين من الطفرة الهائلة في الذكاء الاصطناعي، حيث تضاعفت إيراداتها في العامين الماضيين نتيجة الطلب المتزايد على معالجاتها، التي تُستخدم في تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي وبرامج المحاكاة المتطورة.
وخلال الربع الأخير، حققت وحدة مراكز البيانات إيرادات بلغت 35.6 مليار دولار، متجاوزة التقديرات المتوقعة البالغة 34.1 مليار دولار. في المقابل، سجلت مبيعات قطاع ألعاب الفيديو، الذي كان في السابق النشاط الأساسي للشركة، 2.5 مليار دولار، وهو أقل من التوقعات البالغة 3.02 مليار دولار، بينما بلغت إيرادات قطاع السيارات 570 مليون دولار.
المنافسة الصينية ومخاوف السوق
في ظل هذا النمو القوي، برزت مخاوف من المنافسة المتزايدة، لا سيما مع دخول شركات صينية ناشئة مثل DeepSeek، التي أعلنت عن تطوير نموذج ذكاء اصطناعي قوي بتكلفة أقل، مما قد يقلل الحاجة إلى رقائق إنفيديا المتطورة.
هذا الإعلان أدى إلى تراجع حاد في أسهم إنفيديا، حيث فقدت 589 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم تداول واحد، وهو رقم قياسي تاريخي.
استمرار الطلب رغم التقلبات
رغم هذه التحديات، أكدت شركات كبرى مثل مايكروسوفت استمرار استثماراتها الضخمة في مراكز البيانات، مما يعكس استمرار الطلب القوي على حلول الذكاء الاصطناعي التي تقدمها إنفيديا. كما أن الشركة لم تفشل في تحقيق توقعات الإيرادات الفصلية سوى مرة واحدة خلال السنوات الخمس الماضية، ما يعزز ثقة المستثمرين في أدائها على المدى الطويل.
مستقبل إنفيديا في الذكاء الاصطناعي
تُعتبر إنفيديا اليوم اللاعب الرئيسي في ثورة الذكاء الاصطناعي، حيث تواصل تطوير رقائقها لتلبية احتياجات السوق المتزايدة. وتُستخدم معالجاتها بشكل رئيسي في تدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل “تشات جي بي تي”، مما يعزز موقعها الريادي في هذا المجال.
في المستقبل، تخطط إنفيديا لتوسيع نطاق استخدام تقنياتها، مع التركيز على تحسين كفاءة الطاقة والأداء، مما قد يمنحها ميزة إضافية في ظل المنافسة الشرسة.




