كيف تحمي نفسك من خطر فقدان وظيفتك بسبب الذكاء الاصطناعي؟

يشهد العالم تسارعًا غير مسبوق في تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يثير مخاوف متزايدة بشأن تأثيرها على سوق العمل، حيث أصبح مصطلح “فوبو” (FOBO) – أو الخوف من أن تصبح قديماً – يعبر عن القلق الواسع من فقدان الوظائف لصالح الأنظمة الذكية.

لكن رغم هذه المخاوف، هناك خطوات يمكن للموظفين اتخاذها لتقليل خطر الاستبدال وضمان بقائهم في سوق العمل. وفقًا لما نشره كريس براينت في “بلومبيرغ”، فإن تبني استراتيجيات محددة قد يساعد في مواجهة هذا التحدي.

1- إتقان أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية
أصبح من الضروري أن يتعرف الموظفون على أدوات الذكاء الاصطناعي ويستفيدوا منها لجعل عملهم أكثر كفاءة وتأثيرًا. يساعد ذلك في الحفاظ على قيمتهم داخل المؤسسات، ويمنحهم القدرة على التكيف مع التغيرات. إلى جانب ذلك، يُنصح بتوسيع شبكة العلاقات المهنية عبر منصات مثل “لينكد إن” لضمان فرص وظيفية بديلة في حال حدوث تغييرات غير متوقعة.

2- تطوير مهارات جانبية أقل عرضة للتأثر بالذكاء الاصطناعي
في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي، يصبح من الضروري تنويع المهارات المهنية. بعض المهن والوظائف ستظل بحاجة إلى العنصر البشري لفترات أطول، لذا يمكن للموظفين البحث عن مجالات تكمّل مهاراتهم الأساسية أو تمنحهم خيارات بديلة في سوق العمل.

3- الاستثمار في الأصول المالية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي
مع توجه الشركات نحو الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، فإن الاستثمار في الأصول أو الصناديق المرتبطة بهذه التقنيات يمكن أن يكون استراتيجية ذكية لحماية الدخل الشخصي. العديد من الشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي تحقق مكاسب كبيرة، مما يجعل امتلاك أسهم في هذه المجالات وسيلة للتأقلم مع التغيرات الاقتصادية.

الذكاء الاصطناعي يغير مشهد التوظيف عالميًا
تشير تقارير بحثية إلى أن العمل المعرفي يشكل نحو 50% من سوق العمل في المملكة المتحدة، وأن 70% من هذه المهام معرضة للتحول أو الاستبدال بالذكاء الاصطناعي التوليدي. كما أن العديد من الوظائف ذات الدخل المرتفع أصبحت في خطر، مع توقعات بأن تحل الخوارزميات محل عدد كبير من المهنيين في قطاعات مختلفة.

شركات كبرى تقلص التوظيف لصالح الذكاء الاصطناعي
اتخذت شركات تكنولوجية ومصرفية كبرى خطوات فعلية في هذا الاتجاه، حيث أعلنت “سايلز فورس” عن وقف توظيف مهندسي البرمجيات لعام 2025، بينما أصبحت “غوغل” تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء أكثر من 25% من الكود الجديد. في القطاع المصرفي، كشف “غولدمان ساكس” أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إعداد مسودات نشرات الاكتتاب العام في دقائق بدلاً من أسابيع، ما يقلص الحاجة إلى فرق متخصصة.

المستقبل بين الفرص والمخاطر
مع التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، من الواضح أن بعض الوظائف ستختفي، بينما ستظهر أخرى جديدة تمامًا. لهذا، يصبح الاستعداد والتكيف هو العامل الأساسي لضمان البقاء في سوق العمل، سواء من خلال إتقان التكنولوجيا الحديثة أو البحث عن مسارات وظيفية بديلة أو الاستثمار في المجالات الناشئة.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1320

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *