سوق يتغير بسرعة وفرص استثمارية لا تتكرر إلا مرة كل جيل
يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي تطورًا متسارعًا، مما يعقد مهمة المستثمرين الذين يبحثون عن فرص جديدة في هذا المجال سريع التغير. ويؤكد جاي داس، رئيس شركة “سافاير فانتشرز”، أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة استثمارية نادرة، حيث شهدت السنوات الخمس الأخيرة تدفق استثمارات ضخمة في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي توليدي مثل “ChatGPT”، إضافة إلى الاستثمارات في الرقائق الحاسوبية اللازمة لدعم هذه التقنيات.
المرحلة الجديدة: التطبيقات المتخصصة والروبوتات المساعدة
بعد أن اكتمل تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي التي يمكنها إنشاء محتوى حسب الطلب، بدأت المرحلة التالية التي تركز على بناء تطبيقات متخصصة تعتمد على هذه النماذج، بما في ذلك روبوتات الدردشة والبرامج المساعدة.
وتؤكد لورين كولودني، المؤسسة المشاركة لشركة “أكرو كابيتال”، أن السوق الحالي مليء بالشركات الناشئة، لكن التحدي الرئيسي يكمن في التنبؤ بالشركات التي ستتمكن من تحقيق ميزة تنافسية حقيقية.
نموذج الأعمال أهم من التكنولوجيا
يرى فين تشاو، رئيس قسم الأبحاث في “ألفا إديسون”، أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي لتحقيق النجاح، بل يعتمد الأمر على جودة نموذج العمل الذي تتبناه الشركات الناشئة.
من جانبه، يشير براين غوفمان من “ماكينزي” إلى أن مستقبل الذكاء الاصطناعي قد يكون مشابهًا لنموذج البرمجيات السحابية (SaaS)، حيث تنجح الشركات التي تقدم حلولًا عملية لمشكلات حقيقية في السوق.
التحدي الأكبر: بناء قاعدة بيانات حصرية
بحسب جوش كونستين من شركة “سيغنال فاير”، فإن امتلاك البيانات الصحيحة والخبرات المتخصصة هو العامل الأهم في المنافسة. ويشير إلى أن بعض الشركات، مثل “إيفن آب”، تعتمد على قواعد بيانات حصرية توفر معلومات قيمة لا تمتلكها شركات كبرى مثل “أوبن إيه آي” و”أنثروبيك”.
شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى توسع نفوذها
لم تعد الشركات الكبرى تكتفي بتزويد المطورين بالأدوات اللازمة للابتكار، بل بدأت في تقديم منتجات متخصصة جاهزة للاستخدام. ويشير تسريب عرض لشركة “أوبن إيه آي” في فبراير الماضي إلى سعيها لدخول سوق المنتجات الجاهزة بقوة، وهو ما يشبه استراتيجية “فيسبوك” قبل عقد من الزمن.
هل يمكن حماية الشركات الناشئة من المنافسة؟
يرى جيمس كوريه، الشريك الإداري في “إن إف إكس”، أن البيانات وحدها ليست كافية لضمان الحماية من المنافسة، حيث يمكن نسخها أو إعادة إنتاجها بسهولة. وبدلاً من ذلك، تحتاج الشركات الناشئة إلى بناء ميزات فريدة تمنحها تفوقًا مستدامًا في السوق.




