تعاون عالمي متزايد في أبحاث الذكاء الاصطناعي خارج الهيمنة الغربية

توسع التعاون البحثي في الذكاء الاصطناعي

شهدت أبحاث الذكاء الاصطناعي خلال العقد الأخير تحولًا كبيرًا نحو تعاون دولي أوسع، حيث زادت مشاركة الباحثين من الدول غير الغربية في المشاريع البحثية العابرة للحدود، وفقًا لتحليل أجرته مؤسسة Rest of World.

وبحسب تقرير نشره موقع “Rest of World” واطلعت عليه “العربية Business”، فإن الاتجاه نحو التعاون البحثي المتزايد يعكس تحولات في خريطة الابتكار، بعيدًا عن الهيمنة الأميركية والأوروبية التقليدية على هذا المجال.

بيانات جامعة جورج تاون تكشف عن تطور التعاون

استند التحليل إلى بيانات جمعها مرصد التكنولوجيا الناشئة بجامعة جورج تاون في واشنطن، حيث تعتمد هذه البيانات على ست منصات بحثية علمية لمتابعة مؤشرات الابتكار، مثل براءات الاختراع والاستثمارات البحثية والأوراق العلمية. ووفقًا لهذه البيانات، فإن الدول غير الغربية أصبحت أكثر انخراطًا في إنتاج أبحاث الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع دول أخرى.

وأوضح زاكاري أرنولد، المحلل في مرصد التكنولوجيا الناشئة، أن “الذكاء الاصطناعي هو مجال يعتمد بطبيعته على التعاون، إذ يجمع بين باحثين ومهندسين من خلفيات متنوعة حول العالم”.

الصين وأميركا في صدارة التعاون البحثي

خلال السنوات العشر الماضية، حافظت الصين والولايات المتحدة على مكانتهما كشريكين رئيسيين في أبحاث الذكاء الاصطناعي، لكن بيانات Rest of World تشير إلى أن الصين عززت أيضًا تعاونها مع دول أخرى، مثل سنغافورة والسعودية.

ووفقًا للتقرير، فإن أكبر 10 دول غير غربية من حيث إنتاج أبحاث الذكاء الاصطناعي التعاونية بين عامي 2014 و2024 هي:

  1. الصين
  2. الهند
  3. اليابان
  4. سنغافورة
  5. كوريا الجنوبية
  6. السعودية
  7. باكستان
  8. ماليزيا
  9. البرازيل
  10. تايوان

وتشير البيانات إلى أن جميع هذه الدول نشرت عددًا متزايدًا من الأوراق البحثية التعاونية في عام 2023 مقارنة بعام 2022، ما يدل على استمرار الاتجاه التصاعدي في التعاون البحثي.

السعودية حالة استثنائية في شراكاتها البحثية

أبرز التقرير أن معظم الدول غير الغربية التي انخرطت في أبحاث الذكاء الاصطناعي كانت تتعاون في الغالب مع الصين أو الولايات المتحدة أو دول أوروبية، إلا أن السعودية شكلت استثناءً، حيث كانت أكثر الدول تعاونًا معها هي باكستان والهند ومصر.

كما أظهرت البيانات أن ماليزيا تعاونت بشكل رئيسي مع الصين والهند والسعودية وإندونيسيا في أبحاث الذكاء الاصطناعي، مما يعكس توجّه الدول الآسيوية والعربية نحو شراكات إقليمية أوسع.

التركيز على الرؤية الحاسوبية والابتكار التقني

يرتبط الكثير من التعاون البحثي في الذكاء الاصطناعي بمجال “الرؤية الحاسوبية”، الذي يهدف إلى تدريب أجهزة الكمبيوتر على تحليل المعلومات من الصور ومقاطع الفيديو، وهو ما يُستخدم في تطبيقات مثل التعرف على الوجه والمركبات ذاتية القيادة.

وفي هذا السياق، أكد سعيد الرازالي أزوهري، المحاضر في جامعة مالايا بكوالالمبور، أن “هذه الأبحاث تمثل خطوة أولى حيوية لدفع الابتكار في الذكاء الاصطناعي إلى الأمام”.

دعم حكومي لتعزيز الأبحاث عبر الحدود

أحد أبرز الأمثلة على التعاون البحثي العابر للحدود هو المشروع المشترك بين الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وجامعة مالايا، وشركة Zetrix الماليزية للبلوك تشين، والذي يهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات البلوك تشين لتعزيز التجارة بين الصين وماليزيا.

وأكد أزوهري أن “الحكومات تلعب دورًا رئيسيًا في دعم الأبحاث التعاونية، مما يساهم في تسريع وتيرة الابتكار وتوسيع نطاق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عالميًا”.

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 884

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *