أثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل الفرنسي
كشف معهد ماكينزي العالمي، في دراسة حديثة، أن الذكاء الاصطناعي سيتولى 27% من المهام الوظيفية في فرنسا بحلول عام 2030. كما توقعت الدراسة أن يضطر نحو 1.7 مليون شخص إلى تغيير وظائفهم، وهو ما يمثل 6.3% من إجمالي القوى العاملة في البلاد.
القطاعات الأكثر تأثراً بالتحول الرقمي
أوضحت الدراسة أن تأثير الذكاء الاصطناعي لن يكون متساويًا في جميع القطاعات. فبينما أظهرت مجالات التكنولوجيا والخدمات المالية تقدمًا في تبني هذه التقنيات، تسير قطاعات مثل الرعاية الصحية وتجارة التجزئة بوتيرة أبطأ في هذا التحول.
نقص العمالة والطلب المتزايد على المهارات الجديدة
على الرغم من التغييرات المتوقعة، أكدت الدراسة أن فرنسا تعاني بالفعل من نقص في العمالة، حيث ارتفع معدل الشواغر الوظيفية إلى 3.4% في عام 2022، متجاوزًا المتوسط الأوروبي البالغ 2.9%. كما أن تأثير الذكاء الاصطناعي لن يكون على عدد الوظائف بقدر ما سيكون على نوعية المهارات المطلوبة، خاصة في مجالات خدمة العملاء والإدارة.
زيادة الطلب على المهارات الإبداعية والتقنية
بحلول عام 2030، من المتوقع أن يشهد سوق العمل الفرنسي طلبًا متزايدًا على الوظائف التي تتطلب مهارات التفكير النقدي والإبداع، مثل المهن القانونية، والتعليم، والمجالات التقنية والعلمية. وتشير التوقعات إلى أن الحاجة إلى المهارات العاطفية، مثل القيادة والتعاطف، ستزداد بنسبة 11%، بينما سيرتفع الطلب على المتخصصين في العلوم والهندسة بنسبة 16%، ما يعادل 300 ألف وظيفة جديدة.
مقترحات لمواكبة التحول الرقمي
قدّم معهد ماكينزي ثلاثة حلول رئيسية لمواجهة التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي:
- رفع كفاءة الموظفين الحاليين عبر التدريب وإعادة التأهيل، وهو ما قد يشمل 31% من القوة العاملة.
- جذب المواهب الجديدة، خاصة للوظائف التي تتطلب مهارات عالية، ويمثل ذلك 24% من الوظائف المتأثرة.
- الاستعانة بمصادر خارجية لبعض المهام، والتي تشكل 18% من الوظائف.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في سوق العمل
أكدت الدراسة أن التعامل مع التحول الرقمي يتطلب مرونة كبيرة من الشركات والحكومة، إلى جانب حوار اجتماعي بناء لضمان توازن التطور التكنولوجي مع الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.




