حذر جو تساي، رئيس مجلس إدارة “علي بابا غروب هولدينغ”، من أن التوسع الكبير في بناء مراكز البيانات قد يتجاوز الطلب الفعلي على خدمات الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى فقاعة اقتصادية في هذا القطاع.
توسع غير محسوب في بناء مراكز البيانات
خلال قمة الاستثمار العالمية التي نظمتها “إتش إس بي سي” في هونغ كونغ، أكد تساي أن شركات التكنولوجيا الكبرى وصناديق الاستثمار تتسابق لإنشاء مراكز بيانات ضخمة من أمريكا إلى آسيا، رغم غياب عملاء واضحين لهذه المشاريع.
وأشار إلى أن هذا الإنفاق العشوائي قد يؤدي إلى مشاكل مستقبلية في القطاع، مع تزايد الاستثمارات في شراء رقائق “إنفيديا” و”إس كيه هاينكس” اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي.
استثمارات ضخمة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
تأتي هذه التحذيرات في ظل استثمارات هائلة من شركات التكنولوجيا العالمية، حيث تعهدت “علي بابا” نفسها باستثمار أكثر من 380 مليار يوان (52 مليار دولار) في الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة.
كما تشهد عدة دول، من الهند إلى ماليزيا، انتشارًا لمراكز البيانات، في حين أن الولايات المتحدة تشهد مشاريع ضخمة مثل “ستارغيت” الذي يروج له الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بتكلفة تصل إلى 500 مليار دولار.
تساؤلات حول جدوى الإنفاق الضخم
تراجعت أسهم “علي بابا” بأكثر من 3% في بورصة هونغ كونغ، وسط شكوك متزايدة حول مبررات هذا الإنفاق الهائل.
وأثار محللو “وول ستريت” تساؤلات حول مدى الحاجة إلى هذه الاستثمارات، خاصة بعد أن تمكنت الشركة الصينية الناشئة “ديب سيك” من تطوير نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر بتكلفة أقل بكثير مما تنفقه الشركات الأمريكية الكبرى.
تصريحات جو تساي: بوادر فقاعة تلوح في الأفق
أكد تساي أن هناك مشروعات ضخمة يتم بناؤها دون ضمان وجود طلب مستقبلي، مضيفًا:
“أشعر أننا بدأنا نرى بوادر فقاعة. هناك صناديق استثمار تجمع مليارات الدولارات لإنشاء مراكز بيانات دون رؤية واضحة للاستهلاك الفعلي لهذه الخدمات.”
عودة “علي بابا” إلى المنافسة في 2025
رغم هذه المخاوف، تستعد “علي بابا” لاستعادة مكانتها في السوق عام 2025، مستفيدة من نجاح منصتها للذكاء الاصطناعي “كيوين”، التي من المتوقع أن تعزز أعمالها في التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية.
وأكد تساي أن “علي بابا” تمر حاليًا بمرحلة “إعادة تشغيل”، حيث استأنفت التوظيف بعد سنوات من التدقيق التنظيمي، كما أطلقت برامج لاستقطاب المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، في إطار سعيها لتطوير الذكاء العام الاصطناعي.
إنفاق الشركات الأمريكية على الذكاء الاصطناعي
في المقابل، تواصل شركات التكنولوجيا الأمريكية إنفاق مبالغ ضخمة على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، حيث تعهدت:
- “أمازون” بإنفاق 100 مليار دولار
- “ألفابت” بإنفاق 75 مليار دولار
- “ميتا” بإنفاق 65 مليار دولار
لكن تقارير حديثة أشارت إلى أن “مايكروسوفت” بدأت في إلغاء بعض عقود الإيجار لسعات مراكز بيانات في الولايات المتحدة، ما أثار تساؤلات حول مدى الحاجة الفعلية لهذا الإنفاق الهائل.
إنفاق يتجاوز الطلب الحقيقي؟
رغم هذه المخاوف، أكدت “مايكروسوفت” أنها مستمرة في استثماراتها، مع توقعات بإنفاق 80 مليار دولار هذا العام المالي، لكنها أشارت إلى أن معدل النمو في الإنفاق قد يبدأ في التباطؤ بحلول يوليو المقبل.
وقال تساي في ختام حديثه:
“ما زلت مذهولًا من حجم الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، حيث يجري الحديث عن أرقام تتجاوز 500 مليار دولار. في رأيي، هناك استثمار يسبق الطلب الفعلي، معتمدًا على توقعات بزيادة هائلة في المستقبل.”




