تواصل المملكة المغربية جهودها لتعزيز موقعها في الساحة الرقمية، رغم العقبات التي تعيق تطور قطاع الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها محدودية التمويل المخصص للبحث العلمي، وفق ما أعلنت عنه أمل الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، خلال ندوة نظمها حزب الأصالة والمعاصرة في الرباط.
ضعف التمويل يهدد الطموحات الرقمية
أكدت السغروشني أن المغرب يمتلك كفاءات بارزة في الرياضيات والبرمجة، لكنه يعاني من نقص التمويل، ما يضعف قدرته التنافسية في ظل السباق العالمي نحو الذكاء الاصطناعي، خاصة مع استثمارات ضخمة من دول مثل الإمارات والسعودية.
مشروع مركز دولي جديد للذكاء الاصطناعي
كشفت الوزيرة عن خطة لإنشاء مركز دولي ثانٍ للذكاء الاصطناعي بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (PNUD)، ما يعزز مكانة المغرب كمركز تميز في المنطقة، إلى جانب مركزه الحالي بالشراكة مع “يونسكو”. كما أشارت إلى تحالفات جديدة مع دول رائدة مثل الإمارات والسعودية لجذب الاستثمارات وتطوير الكفاءات المحلية.
تحديات التحول الرقمي في المغرب
ترى السغروشني أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد امتداد للرقمنة، بل أداة استراتيجية تمتد تطبيقاتها إلى مجالات حساسة، مثل التوظيف. ومع ذلك، تظل العقبات الملموسة متمثلة في ضعف تمويل البحث العلمي وصعوبة تعميم التكنولوجيا في المناطق القروية.
تعزيز الأمن السيبراني والتشريعات الرقمية
في مواجهة تصاعد الهجمات السيبرانية، أكدت السغروشني أن المديرية العامة لأمن نظم المعلومات تعتمد معايير صارمة لحماية البيانات الشخصية، إلى جانب خطة لتعزيز الإطار التشريعي للرقمنة من خلال لجنة متخصصة تجمع بين الخبراء والمشرعين.
التعليم الرقمي وتطوير مدارس البرمجة
في إطار تطوير التعليم الرقمي، كشفت الوزيرة عن اتفاق لتوسيع مدارس البرمجة “يوكود” بالتعاون مع مكتب الشريف للفوسفات، مع التخطيط لافتتاح فرع جديد في فاس بحلول 2027.
آفاق مستقبلية مرهونة بالتمويل
رغم هذه الجهود، تؤكد السغروشني أن نجاح المغرب في التحول الرقمي وتحقيق الريادة في اقتصاد المستقبل سيظل مرتبطًا بمدى القدرة على تأمين التمويلات الضرورية.




