الذكاء الاصطناعي تحت قبضة الاحتكار: هل تستطيع الشركات الناشئة كسر هيمنة إنفيديا؟

إنفيديا.. اللاعب المهيمن في سباق الذكاء الاصطناعي

تسيطر شركة “إنفيديا” على نحو 92% من سوق مسرّعات الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها اللاعب الأبرز في تشغيل روبوتات الدردشة مثل “تشات جي بي تي” ومنافسيه. وتعتمد “إنفيديا” على ثلاثة شركاء رئيسيين في إنتاج أشباه الموصلات، وهم “إس كيه هينكس” الكورية الجنوبية، و”تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشرينغ” (TSMC)، و”إيه إس إم إل” (ASML) الهولندية، مما يعزز سيطرتها على السوق.

التقنية والاحتكار: لماذا لا تتدخل الجهات التنظيمية؟

في قطاعات أخرى، كان يمكن أن تؤدي هذه السيطرة إلى تحقيقات مكافحة الاحتكار، لكن في عالم التقنية، يُنظر إلى الهيمنة على أنها نتيجة طبيعية للابتكار والتفوق التكنولوجي. فقد شهدت الأسواق سابقًا حالات مشابهة مع محركات البحث، وشبكات التواصل الاجتماعي، وأنظمة تشغيل الهواتف الذكية، حيث لم يتم تفكيك أي من الشركات الكبرى إلا عبر منافسة جديدة، وليس بتدخل حكومي مباشر.

هل يواجه الذكاء الاصطناعي لحظة تحول؟

رغم أن “إنفيديا” تحتكر السوق حاليًا، فإن مستقبل الذكاء الاصطناعي قد يشهد تغييرات مفاجئة، مثلما أطاح “آيفون” بمنافسيه عند ظهوره. وفي الوقت نفسه، قد يؤدي الفشل في تحقيق العوائد الاقتصادية المتوقعة إلى تباطؤ هذا السباق المحموم، مما يترك المجال مفتوحًا لمنافسين جدد.

رهان إنفيديا المبكر على الذكاء الاصطناعي

بدأت “إنفيديا” كشركة متخصصة في بطاقات معالجة الرسوميات لألعاب الفيديو، لكن تقنياتها في الحوسبة المتوازية أثبتت فعاليتها في تطوير الذكاء الاصطناعي. في 2016، دعمت “أوبن إيه آي” الناشئة بتقديم رقائق متطورة، مما منحها موقع الصدارة في هذا المجال. كما استفادت من تطوير مكتبة برمجية حصرية، مما جعل من الصعب على المنافسين اختراق السوق.

هيمنة الرقائق: سلسلة إمداد مغلقة تعزز السيطرة

لا تملك “إنفيديا” مصانع خاصة بها، بل تعتمد على “TSMC” في تصنيع رقائقها وفقًا لمواصفات دقيقة. وتستحوذ “إس كيه هينكس” على 80% من سوق الذاكرة عالية النطاق، وهي مكون أساسي لمعالجة البيانات الضخمة الخاصة بالذكاء الاصطناعي. أما “إيه إس إم إل”، فهي الشركة الوحيدة التي تصنع آلات الطباعة الضوئية المتطورة اللازمة لإنتاج هذه الرقائق، مما يجعلها جزءًا رئيسيًا من الاحتكار.

هل يرتفع الذكاء الاصطناعي على أكتاف الاحتكار؟

بفضل سيطرتها الكاملة، تحقق “إنفيديا” أرباحًا هائلة، حيث بلغ هامش ربحها 70%، وهو رقم غير مسبوق حتى في قطاع التقنية. وتذهب أغلب منتجاتها إلى شركات كبرى مثل “مايكروسوفت”، “جوجل”، “أمازون”، و”ميتا”، التي تعاني من نقص في الرقائق رغم ارتفاع الأسعار.

المستقبل.. هل ينتهي الاحتكار أم يستمر؟

في ظل تزايد الاستثمارات في تطوير بدائل لرقائق “إنفيديا”، من الممكن أن يشهد السوق تغييرات خلال السنوات المقبلة. لكن حتى الآن، لم تنجح أي شركة في كسر هيمنة “إنفيديا”، ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة اللاعبين الجدد على تغيير قواعد اللعبة في سباق الذكاء الاصطناعي.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1319

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *