الذكاء الاصطناعي يثير تساؤلات قانونية جديدة
يُجري مكتب حقوق الطبع والنشر في الولايات المتحدة تحقيقًا موسّعًا حول مدى قانونية حماية الأعمال الإبداعية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وسط تزايد استخدام هذه التقنيات في إنتاج محتوى بصري وكتابي. وقالت جاليس مانجوم، مساعدة المستشار العام للمكتب، إن أكثر من ألف عمل تم تسجيله حتى الآن بعد التزام مقدميها بالإفصاح عن الأجزاء المُولَّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي والتنصل منها.
هل يعزز الذكاء الاصطناعي التعبير البشري؟
في مقال نشرته مجلة “ويبو” في أبريل الماضي، أشارت مانجوم إلى أن المكتب يفكّر في ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يشكّل وسيلة لتوسيع التعبير الإنساني أم أنه يتدخل كخيار تعبيري بحد ذاته. وتأتي هذه التساؤلات في ظل استمرار الجدل حول ما إذا كان ما تُنتجه أدوات مثل DALL-E وChatGPT وميدجورني يُعد إبداعًا بشريًا أم لا.
فنانون يحتجون… والذكاء الاصطناعي في قفص الاتهام
في المقابل، عبّر عدد من الفنانين عن اعتراضهم الشديد على استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الإبداعية، مؤكدين أن ذلك يُفقد العمل الفني أصالته البشرية. ويزداد هذا الجدل في ظل تسجيل مئات الأعمال المُعززة بالذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير رسمي صدر عن المكتب الأميركي في يناير الماضي.
معايير جديدة لحماية الحقوق
بحسب الإرشادات المنشورة على الموقع الرسمي للمكتب، فإن الأعمال التي تُنتَج بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي لا تُعتبر مؤهلة للحماية بموجب حقوق الطبع والنشر، حتى وإن بذل المبدع جهدًا كبيرًا في صياغة التوجيهات. بينما يُمكن حماية الأعمال التي يظهر فيها تحكم بشري واضح في عناصرها التعبيرية.
صدور تقرير ثالث خلال 2025
من المنتظر أن يُصدر المكتب لاحقًا خلال هذا العام الجزء الثالث من تقريره التوجيهي حول حقوق النشر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن سلسلة تقارير تهدف إلى توضيح المواقف القانونية من هذه الأعمال الناشئة.
استثناءات في الاستخدام… و”التحسين” يغيّر المعادلة
أوضح التقرير الأخير أن بعض الاستخدامات المحددة، مثل إزالة الحشود من الصور أو استخدام أدوات تثبيت الفيديو، تُعد تحسينات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويمكن أن تكون مؤهلة لتسجيل حقوق الطبع والنشر طالما أنها جزء من عمل إنساني أشمل.




