دفاع ذكي تحت الماء: غواصات SG-1 Fathom تدخل الخدمة
كشفت شركة Helsing المتخصصة في الذكاء الاصطناعي الدفاعي عن دخول غواصات مسيّرة من طراز SG-1 Fathom الخدمة ضمن البحرية البريطانية، مزوّدة بنظام Lura القائم على الذكاء الاصطناعي، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرات الردع تحت سطح البحر، خاصةً في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 2022.
تكنولوجيا مزدوجة: من البيئة إلى الدفاع
الغواصات الجديدة طُورت في البداية من قبل شركة Blue Ocean لأغراض مراقبة البيئة البحرية، قبل أن تُعدلها شركة Helsing للاستخدامات العسكرية من خلال دمج نظام Lura القادر على اكتشاف وتصنيف الإشارات الصوتية للتهديدات البحرية المختلفة، ما يمنحها القدرة على العمل كوسيلة استخباراتية متقدمة.
مواصفات فريدة للغواصة الانزلاقية SG-1
تتميّز غواصات SG-1 Fathom بأنها مركبات ذاتية القيادة، بلا مراوح، قادرة على الانزلاق بصمت تحت سطح البحر بسرعة تتراوح بين عقدة وعقدتين، ولمدة تصل إلى 3 أشهر متواصلة، مع وزن لا يتجاوز 60 كيلوجراماً، ما يجعلها مثالية للانتشار السري والمراقبة الطويلة.
الاستخبارات البحرية في شكل جديد
الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في نظام Lura يتيح للغواصات التعرف على السفن المعادية من خلال تحليل إشاراتها الصوتية بدقة عالية، والإبلاغ عنها تلقائيًا. وتُستخدم هذه التقنية استنادًا إلى خبرة البحرية الملكية البريطانية في مجال الاستخبارات الصوتية، ما يُشكّل نقلة نوعية في القدرات البحرية البريطانية.
اتصال فضائي وإنذار فوري
عند رصد أي تهديد تحت سطح البحر، تصعد الغواصات إلى السطح وترسل التنبيهات عبر أقمار اصطناعية مخصصة، ما يمكّن من تحديد الموقع بدقة وتنسيق التحركات البحرية سريعًا، ويحوّل الغواصات إلى “أقمار اصطناعية تحت الماء” تقلّل من زمن الوصول إلى البيانات وتُحسّن الوعي بالوضع الميداني.
الردع تحت الماء: مواجهة التهديدات الروسية
الخطوة تأتي في سياق تكثيف الناتو، وعلى رأسه بريطانيا، جهوده الدفاعية في منطقة فجوة جيوك – وهي نقطة اختناق بحرية بين غرينلاند وأيسلندا والمملكة المتحدة – في مواجهة النشاط الروسي المكثف تحت البحار وكابلات الاتصالات الحيوية.
غواصات خفية وفعّالة من حيث التكلفة
بفضل صغر حجمها وتصميمها الشبكي الهادئ، تُعد غواصات SG-1 غير قابلة للكشف تقريبًا، ومناسبة للمراقبة السرية لمساحات واسعة. وتُوفّر هذه الغواصات بديلاً منخفض التكلفة وفعّالاً مقارنة بمنصات السونار التقليدية، ما يُتيح التوسّع في استخدامها ضمن استراتيجيات الردع الذكية.
الذكاء الاصطناعي بديل للمجهود البشري
الغواصات المسيّرة تُقلل الحاجة للأصول المأهولة، وتُوفر مراقبة مستمرة على مدار الساعة عبر الذكاء الاصطناعي. ويأتي هذا كجزء من عقد منحته وزارة الدفاع البريطانية لشركة Helsing لاستكشاف سُبل استخدام الذكاء الاصطناعي في الاستشعار الصوتي البحري.
مقارنة مع Orca الأمريكية: التكامل لا التنافس
مقارنةً بأنظمة بحرية مستقلة مثل Orca XLUUV التابعة للبحرية الأميركية، التي تركز على القدرات الهجومية، تُخصص غواصات SG-1 لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، ما يمنحها دورًا تكميليًا في عمليات التحالف المشترك.
مستقبل التوسع والتصدير
لم يُكشف بعد عن ميزانية المشروع أو تفاصيل العقد، إلا أن تصميمه المعياري واعتماده على تكنولوجيا ثنائية الاستخدام، يشير إلى قدرته على التوسع بأسعار معقولة. ويُتوقع، في حال نجاح المشروع، تصدير الغواصات الانزلاقية إلى دول أخرى داخل حلف الناتو، لمواجهة تهديدات بحرية مماثلة.




