ترامب وزيارة الخليج.. لحظة فاصلة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي

حضور لافت لعمالقة التكنولوجيا في قمة استثمارية أمريكية-خليجية

شهدت العاصمة السعودية الرياض لحظة فارقة في مسار تطور الذكاء الاصطناعي عالميًا، مع مشاركة غير مسبوقة لكبار قادة قطاع التكنولوجيا الأمريكيين في أول جولة خارجية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بدول الخليج، والتي شملت الإمارات والسعودية وقطر.

وتزامنت زيارة ترامب مع انعقاد أول قمة استثمارية أمريكية-سعودية، حضرها عدد كبير من الشخصيات البارزة في مجالات المال، البنوك، والتكنولوجيا، ما اعتبره مراقبون مؤشرًا قويًا على التحوّل المتسارع في خارطة القوى العالمية بمجال الذكاء الاصطناعي.

الشرق الأوسط يتحول إلى مركز تمويل رئيسي للذكاء الاصطناعي

ووفقًا لتحليل نشرته صحيفة واشنطن بوست، فإن الزخم الكبير الذي شهده حضور قادة شركات التكنولوجيا في الرياض يعكس التحول الاستراتيجي المتزايد لوادي السيليكون نحو منطقة الشرق الأوسط، ليس فقط لتأمين التمويل، بل أيضًا للحصول على البنية التحتية اللازمة لتعزيز تنافسيتها في السباق العالمي على الذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من وجود وفود تمثل قطاعات المصارف والاستثمار، فإن الحضور الطاغي لشركات التكنولوجيا أظهر بشكل واضح اعتماد هذه الصناعة المتنامية على دعم الدول الخليجية، وبالأخص السعودية، التي باتت تلعب دورًا متزايدًا في تمويل الابتكار التكنولوجي.

صفقات ضخمة تؤسس لشراكات استراتيجية

وشهدت القمة الإعلان عن عدد من الصفقات التاريخية، أبرزها تعهد شركة نفيديا (NVIDIA) ببيع مئات الآلاف من رقائق الذكاء الاصطناعي الحديثة من طراز “بلاكوِل” لصالح شركة “هيومان” الناشئة، والتي أسسها صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

كما أعلنت شركة AMD عن شراكة مع الشركة نفسها بقيمة 10 مليارات دولار، في مؤشر واضح على طموح المملكة للتحول إلى مركز عالمي في مجال التكنولوجيا المتقدمة. وكانت أمازون قد أعلنت أيضًا في وقت سابق من العام الحالي عن خطط لإنشاء مراكز بيانات AWS في المملكة.

دبلوماسية استثمارية بطابع تكنولوجي

القمة عكست أيضًا ملامح نهج ترامب الجديد في السياسة الخارجية خلال ولايته الثانية، والذي يدمج المصالح الاقتصادية الأمريكية مع الأهداف الدبلوماسية، حيث ظهر الرؤساء التنفيذيون لكبرى الشركات في دور أشبه بـ”سفراء تكنولوجيين”، يستخدمون الابتكار والاستثمار كأدوات للنفوذ العالمي.

وبينما استغل ترامب القمة لتأكيد حضوره السياسي بين نخبة رجال الأعمال، اعتبر مراقبون أن الحدث بمثابة تذكير لوادي السيليكون بأن مستقبل الذكاء الاصطناعي لم يعد يُحسم فقط في مختبرات كاليفورنيا، بل أيضًا في عواصم الخليج، حيث يتقاطع التمويل، والطموح، والبنية التحتية.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 967

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *