السعودية تخطط لتكون قوة عالمية في الذكاء الاصطناعي باستثمارات تتجاوز 100 مليار دولار

“هيوماين” تنطلق كمشروع وطني لتطوير الذكاء الاصطناعي

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، منتصف مايو الجاري، عن إطلاق شركة “هيوماين” (Humain) كإحدى الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة. تهدف “هيوماين” إلى تطوير وإدارة تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل المملكة، واستثمار الموارد لبناء بنية تحتية متقدمة، بما في ذلك مراكز بيانات ضخمة.

وقد تم الإعلان عن استثمارات تفوق 100 مليار دولار ضمن خطة طموحة لبناء قدرات المملكة في هذا المجال، كما تم إبرام شراكات استراتيجية مع شركات تكنولوجيا رائدة مثل “إنفيديا”، و”إيه إم دي”، و”أمازون ويب سيرفيس”.

السعودية تستهدف مركزية إقليمية وعالمية في الذكاء الاصطناعي

أكد هاني الغفيلي، رئيس مجلس إدارة مركز الاقتصاد الرقمي، خلال مشاركته في برنامج “بيزنس ويك” على قناة “الشرق”، أن هذه الشراكات والاستثمارات يمكن أن تجعل من السعودية مركزًا إقليميًا وعالميًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وأضاف أن هذه الجهود تُمكّن المملكة من امتلاك وتطوير وتشغيل هذه التقنيات محليًا، ما يعزز مكانتها في سلاسل القيمة العالمية.

توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحكومية

بدأت الحكومة السعودية بالفعل خطوات فعالة لدمج الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مثل التعليم والرعاية الصحية. وترافق ذلك مع إعداد تشريعات داعمة لتعزيز الاستثمار في هذا المجال، وتوفير بيئة تنظيمية تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة.

تدريب 100 ألف مواطن ومراكز بيانات بطاقة 1.9 غيغاواط

تشمل المبادرات السعودية الرئيسية لتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي:

  • تطوير نماذج لغوية عربية متعددة الوسائط.
  • توفير خدمات سحابية متقدمة.
  • إنشاء مراكز بيانات تصل قدرتها إلى 1.9 غيغاواط بحلول عام 2030.
  • تدريب 100 ألف مواطن في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

مساهمة متوقعة للذكاء الاصطناعي بـ12% من الناتج المحلي

توقع الغفيلي أن تصل مساهمة قطاع الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 12% بحلول نهاية العقد الحالي، ما يعادل نحو 130 مليار دولار. ويعتبر هذا الهدف جزءًا من “رؤية السعودية 2030” لتحويل الاقتصاد الوطني نحو التنوع والاعتماد على التقنيات المتقدمة.

تأهيل الكفاءات الوطنية واستغلال آمن للبيانات

شدد الغفيلي على أهمية تدريب وتأهيل الكفاءات السعودية لقيادة قطاع الذكاء الاصطناعي، والتحكم في البيانات الضخمة التي تولدها هذه التقنيات. كما أشار إلى ضرورة ضمان الاستخدام الآمن والمسؤول للبيانات بما يخدم الاقتصاد الوطني ويحمي خصوصية الأفراد.

وأكد أن المملكة تمتلك مؤسسات تعليمية وبحثية قوية مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”، التي تلعب دورًا رئيسيًا في تطوير البحوث العلمية والتقنية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1319

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *