موجة الأتمتة تثير القلق في وادي السيليكون
في خضم تسارع الشركات نحو تبني الذكاء الاصطناعي، بدأت ملامح التغيير الجذري في سوق العمل تظهر، لا سيما في قطاع التكنولوجيا. وبينما توفر الأدوات الذكية الوقت والتكاليف، يزداد الجدل حول بعض استخداماتها، مثل إعلان “كوكاكولا” المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وخطوة “يو بي إس” لاستخدام نسخ “ديب فيك” من محلليها في التواصل مع العملاء، مما أثار تساؤلات حول موثوقية النصائح الصادرة عن “وجوه غير حقيقية”.
تسريحات بالجملة… وأدوار تتبدل
التأثير الفعلي بدأ يتجلى مع إعلان “مايكروسوفت” عن تسريح 6 آلاف موظف، من مهندسي برمجيات ومديري منتجات، وتوجه تطبيق “دولينغو” لتقليص التوظيف لصالح الأتمتة ضمن استراتيجيته الجديدة “الذكاء الاصطناعي أولاً”. وبحسب موقع “كرنشبيس”، تخطى عدد المسرحين من شركات التكنولوجيا الأميركية 95 ألف موظف خلال عام واحد فقط.
الذكاء الاصطناعي: تهديد حقيقي أم فقاعة مؤقتة؟
رغم الأرقام الكبيرة، لا يتفق الجميع على أن الذكاء الاصطناعي وحده يقف خلف موجة التسريحات. فكثير من الإشارات إلى هذه التقنية في تقارير الأرباح تُستخدم لجذب المستثمرين دون تنفيذ فعلي. بل إن بعض التجارب جاءت بنتائج عكسية، مثل شركة “كلارنا” التي استبدلت 700 موظف بالذكاء الاصطناعي ثم عادت لتوظيف بشر بهدف تحسين خدمة العملاء.
عوائق تقنية وبشرية تؤجل الهيمنة الكاملة
تكمن بعض العقبات في الأنظمة القديمة التي يصعب تحديثها بسرعة، إلى جانب التباطؤ في التوظيف خلال فترات الضبابية الاقتصادية، وهو ما يُعد نمطاً معروفاً في هذا القطاع.
الطلب على مطوري الذكاء الاصطناعي في ازدياد
رغم التراجع في عدد الوظائف التقليدية، تظهر فرص جديدة بسرعة. فواحد من كل أربعة إعلانات وظائف في شركات التكنولوجيا الأميركية يشترط حالياً إلماماً بالذكاء الاصطناعي. وبحسب موقع “إنديد”، انخفض الطلب على مطوري البرمجيات إلى أدنى مستوى منذ خمس سنوات، لكن المهارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي باتت مطلباً أساسياً، وسط توقعات بأن تصبح شرطاً أساسياً للتوظيف.
فرصة لإعادة الابتكار لا للاندثار
يرى خبراء أن الذكاء الاصطناعي قد يحرر المهندسين من المهام الروتينية ليركزوا على الابتكار، بينما تتيح الأتمتة للشركات الناشئة تسريع نموها. وكما تعافى قطاع التكنولوجيا بعد فقاعة “الدوت كوم”، من المتوقع أن يؤدي “زلزال الذكاء الاصطناعي” إلى إعادة تشكيل المشهد، لا إلى طمس فرص العمل.




