ليكون: الذكاء الاصطناعي لم يصل بعد إلى مستوى الذكاء البشري.. وهذه السمات الأربع يفتقر إليها
أكد يان ليكون، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا وأحد “الآباء الروحيين الثلاثة” لتقنيات الذكاء الاصطناعي، أن النماذج الحالية لا تزال بعيدة عن محاكاة الذكاء البشري الكامل، رغم ما شهدته من تطور ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.
أربع قدرات رئيسية تنقص الذكاء الاصطناعي
أوضح ليكون أن هناك أربع سمات رئيسية يمتلكها البشر ولا تزال تفتقر إليها نماذج الذكاء الاصطناعي، خاصة النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs)، وتشمل:
- فهم العالم المادي
- امتلاك ذاكرة دائمة
- القدرة على التفكير المنطقي
- القدرة على التخطيط، خاصة التخطيط الهرمي المعقد
الذكاء الاصطناعي لا يملك تصورًا للعالم الحقيقي
يشير ليكون إلى أن فهم العالم المادي أمر لا تزال النماذج الحالية عاجزة عن تحقيقه بشكل طبيعي، ويقول: “يتم تدريب نظام رؤية منفصل، ثم يتم تثبيته على النموذج اللغوي، لكنه لا يملك تصورًا كاملاً للبيئة المحيطة أو كيفية تغيرها”.
الذاكرة الاصطناعية لا ترقى لذاكرة البشر
حول موضوع الذاكرة، أوضح ليكون أن معظم النماذج تعتمد على تقنيات مثل RAG (التوليد المعزز بالاسترجاع) أو بناء ذاكرة ترابطية خارجية، إلا أن هذه الأساليب لا تمنح النموذج القدرة على تذكر السياقات بشكل دائم أو التفاعل معها بمرونة كالإنسان.
ضعف في المنطق والتخطيط
اعتبر ليكون أن النماذج الحالية عاجزة عن التفكير المنطقي الكامل أو اتخاذ قرارات قائمة على تخطيط متسلسل هرمي كما يفعل الإنسان، ما يجعلها غير مؤهلة بعد لمنافسة العقل البشري في المهام المعقدة.
رفض الأساليب التقليدية ودعوة لتبني “نماذج قائمة على العالم”
انتقد ليكون محاولات تحسين الذكاء الاصطناعي من خلال “إضافة ميزات” إلى النماذج الحالية، داعيًا إلى نهج مختلف تمامًا يعتمد على ما يُعرف بـ”نماذج قائمة على العالم” (World Models)، حيث يتخيل النموذج حالة العالم في لحظة معينة، ثم يتوقع نتيجة إجراء معين داخل هذا العالم.
مشروع V-JEPA من ميتا.. خطوة نحو الذكاء المتجرد
كشفت ميتا عن مشروع جديد يُدعى V-JEPA، وهو نموذج غير توليدي يركز على الفهم التجريدي للفيديوهات من خلال التنبؤ بالأجزاء المقنّعة منها.
وقال ليكون إن النموذج لا يعمل على مستوى البكسل بل يبني تمثيلاً تجريديًا للمحتوى يساعده على التنبؤ بسير الأحداث، ويهدف هذا إلى إزالة التفاصيل غير المتوقعة والتركيز على الفهم العميق للبنية.
فهم العالم بشكل هرمي.. العنصر المفقود
يرى ليكون أن الفهم الهرمي للعالم شرط أساسي لفهم الأحداث وسياقاتها، وهذا ما لا تتقنه نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية، مما يجعلها محدودة الفعالية في المواقف المعقدة أو الواقعية.
ليكون يرد على إيلون ماسك: الذكاء الاصطناعي لن يتفوق على الإنسان بهذه السرعة
خالف ليكون تصريحات إيلون ماسك، الذي توقع أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الإنسان بحلول 2025، مؤكدًا أن هذا الأمر سيستغرق وقتًا أطول، مشددًا في الوقت نفسه على أن الذكاء الاصطناعي ليس خطرًا مفاجئًا، بل تطور تكنولوجي يمكن التحكم فيه.
طمأنة من ليكون: الذكاء الاصطناعي لا يهدد البشرية في الوقت الراهن
اختتم ليكون تصريحاته بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي ليس “ظاهرة طبيعية” خارجة عن السيطرة، بل هو نتاج بشري يمكن توجيهه وضبطه، وهو ما يُقلل من المخاوف بشأن سيطرته المحتملة على العالم أو إحلاله مكان البشر بشكل تام.




