بعد حكم ألماني.. ميتا تبدأ استخدام منشورات المستخدمين لتدريب الذكاء الاصطناعي

أصبح بإمكان شركة ميتا الأمريكية، المالكة لتطبيقات فيسبوك وإنستجرام، المضي قدمًا في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها باستخدام منشورات المستخدمين في ألمانيا، وذلك بعد أن حصلت على الضوء الأخضر القضائي في مواجهة دعاوى تتعلق بحماية البيانات.

محاولة قضائية لوقف استخدام البيانات باءت بالفشل

وكان مركز استشارات المستهلكين في ولاية شمال الراين – ويستفاليا قد تقدم بدعوى قضائية عاجلة ضد شركة ميتا، مطالبًا بحظر استخدام منشورات فيسبوك وإنستجرام في عمليات تدريب الذكاء الاصطناعي، استنادًا إلى قوانين حماية البيانات الأوروبية (GDPR).
إلا أن المحكمة الإقليمية العليا في كولونيا رفضت الطلب يوم الجمعة الماضي، معتبرة أن استخدام هذه البيانات لا يشكل خرقًا مباشرًا للوائح الحماية.

ميتا تبدأ في قراءة المحتوى العلني على فيسبوك وإنستجرام

وفقًا لخطة ميتا، ستقوم الشركة بتحليل وقراءة جميع المحتويات العامة التي ينشرها المستخدمون على منصتي فيسبوك وإنستجرام بهدف تحسين نماذجها الخاصة بـالذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل نموذج “ميتا إيه آي”.
وقد أُتيحت للمستخدمين في ألمانيا فرصة الاعتراض بشكل نشط على استخدام بياناتهم، وكان آخر موعد لتقديم الاعتراض هو ليلة الاثنين/الثلاثاء.

واتساب خارج المعادلة.. لكن المحادثات مع Meta AI متاحة للتدريب

وعلى الرغم من أن تطبيق واتساب تابع لميتا أيضًا، إلا أنه لا يدخل ضمن عملية التدريب، نظراً لأن الرسائل فيه مشفرة بالكامل. لكن المحادثات التي يجريها المستخدمون مع مساعد الذكاء الاصطناعي (Meta AI) تعتبر محتوى عامًا، ويمكن استخدامه ضمن بيانات التدريب.

ميتا تدافع: ملتزمون بالقوانين ونهدف لإتاحة الذكاء الاصطناعي للجميع

وفي أعقاب القرار القضائي، أكدت شركة ميتا التزامها التام بـقوانين حماية البيانات الأوروبية، وصرّح متحدث باسم الشركة قائلاً:
“نحن ملتزمون بوضع الذكاء الاصطناعي المدرب في ألمانيا بين أيدي المواطنين، وضمان حصول الجميع في أوروبا على فرص متساوية للاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي.”

قلق المستهلكين مستمر.. والمراقبة قائمة

رغم هذا الانتصار القضائي لصالح ميتا، لا يزال القلق قائمًا في أوساط المدافعين عن الخصوصية في أوروبا، إذ يُعد السماح للشركات الكبرى بجمع واستخدام محتوى المستخدمين لتدريب الذكاء الاصطناعي قضية شائكة ترتبط بالشفافية، والخصوصية، وأحقية الأفراد في التحكم ببياناتهم.

ومع التوسع المتسارع في استخدام الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تشهد أوروبا نقاشات موسعة وربما تحديثات تشريعية جديدة تهدف إلى موازنة الابتكار التقني مع حماية الحقوق الفردية.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 967

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *