الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في تجربة التسوق الرقمي

أدوات الذكاء الاصطناعي تغير قواعد التسوق

تشهد صناعة التسوق الرقمي تحولات جذرية مع دخول الذكاء الاصطناعي بقوة إلى هذا المجال. تقدم شركات التكنولوجيا الكبرى أدوات مساعدة تتيح للمستخدمين تجربة السلع افتراضياً، مع إمكانية البحث عن أفضل الأسعار والنماذج التي تناسب مختلف الأذواق. كما يمكن لهذه الأدوات، عند السماح لها، إتمام عمليات الشراء نيابة عن المستخدمين، ما يمثل المرحلة الجديدة في عالم التسوق.

يُشير المحلل أنجيلو زينو من شركة “سي اف ار ايه” للبحوث إلى أن هذه التقنيات تشكل التطور التالي في تجربة المستهلكين، حيث لم تعد برامج الذكاء الاصطناعي تقتصر على الإجابة عن الأسئلة أو إنشاء المحتوى، بل أصبحت تؤدي مهام معقدة بلغة طبيعية وسهلة الاستخدام.

ابتكارات جوجل وأمازون في عالم التسوق الذكي

كشفت شركة جوجل مؤخراً عن ميزات جديدة في محرك البحث المزوّد بالذكاء الاصطناعي تحت اسم “إيه آي فاشن”، التي تهدف إلى تقليل وقت البحث عن الملابس من أيام إلى دقائق. تتيح هذه التقنية إنشاء صور افتراضية للمستخدم وهو يرتدي القطع التي يفضلها، مع مراعاة القياسات والتفاصيل الخاصة بالمنتج.

يمكن للمستخدم تحديد الحد الأقصى للسعر، ويبحث محرك جوجل عبر الإنترنت حتى يجد العروض المناسبة، مع إمكانية الشراء مباشرة عبر منصة “غوغل باي”.

من جهتها، أطلقت أمازون مساعدها الرقمي “روفوس” الذي يتيح للمستخدمين إجراء عمليات شراء مباشرة من بائعين خارجيين، عبر وضع “Buy for Me” الذي يمكنه إتمام الشراء نيابة عن المستخدم.

دور وكيل الذكاء الاصطناعي في إتمام عمليات الشراء

تتجه الشركات إلى تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي قادرين على إتمام عمليات الدفع دون مغادرة التطبيق، كما فعلت شركة “بربلكسيتي إيه آي” مع خدمتها المدفوعة.

تشير التوقعات إلى أن اعتماد هذه التكنولوجيا سيصبح أمراً شائعاً، مع توقعات بأن تلحق منصات أخرى هذا التطور لتوفير تجربة تسوق أكثر سلاسة وربحية.

فيما كشفت شركتا “فيزا” و”ماستركارد” عن بنية تقنية جديدة تسمح للوكيل الرقمي بإتمام عمليات الشراء عبر شبكتيهما، ما يمهد الطريق لتوسع أوسع في هذه الخدمات.

تحديات استخدام البيانات الشخصية في التجارة الإلكترونية

يرى خبراء أن التجارة الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستعتمد بشكل كبير على جمع وتحليل بيانات المستهلكين، وهو ما يثير تساؤلات حول خصوصية المعلومات واستخدامها.

توكد جوجل أن المستخدمين سيحتاجون إلى موافقة صريحة لاستخدام معلومات إضافية مثل البريد الإلكتروني وتطبيقات الهاتف، مما قد يثني بعض العملاء عن استخدام هذه الخدمات في البداية.

مع ارتفاع مستوى التكنولوجيا، إلا أن الأطر القانونية والأخلاقية حول هذه المسائل لم تستقر بعد، مما يطرح سؤال الثقة في قدرة الآلات على الشراء نيابة عن الإنسان كأحد تحديات المرحلة القادمة في التجارة الإلكترونية.

 

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 883

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *