الذكاء الاصطناعي في خدمة ضيوف الرحمن
تستعد المملكة العربية السعودية لاستقبال أكثر من مليون حاج هذا العام، معتمدةً على تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة لمراقبة حركة الحشود وضمان سلامتهم. وأعلن وزير الحج والعمرة، توفيق الربيعة، أن السلطات ستستخدم أجهزة لاقطة وكاميرات وطائرات مسيّرة لرصد البيانات الحية وتحليلها، بما يسهم في التدخل السريع عند الضرورة وتقليل المخاطر المحتملة.
إدارة الحشود… التحدي الأكبر
يُعد الحج أحد أضخم التجمعات البشرية السنوية في العالم، مما يجعله تحدياً لوجستياً ضخماً. وتأتي الإجراءات الجديدة في إطار تعزيز الأمن وتفادي تكرار الحوادث السابقة، أبرزها التدافع المأساوي الذي وقع عام 2015 وأودى بحياة نحو 2300 حاج. وتواصل السعودية جهودها في توسيع البنية التحتية وزيادة أعداد الكوادر البشرية إلى جانب التقنيات الحديثة لضمان سير المناسك بأمان وسلاسة.
تشديد الرقابة على الحجاج غير النظاميين
أكد الوزير الربيعة أن أكثر من 80% من وفيات موسم الحج الماضي كانوا من الحجاج غير الحاصلين على تصاريح رسمية، الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى خدمات ضرورية كالمبيت في الخيام المكيّفة. وتوزع السعودية تصاريح الحج وفق نظام حصص مخصص لكل دولة، لكن ارتفاع التكاليف يدفع بعض الأفراد إلى أداء المناسك بطرق غير نظامية، ما يعرضهم لعقوبات قد تشمل الترحيل أو حظر الدخول للمملكة لعشر سنوات.
حملات أمنية وتوعية إعلامية
لمنع الحجاج المخالفين من الوصول إلى مكة، أطلقت السلطات السعودية حملات أمنية مكثفة، إلى جانب حملة إعلامية توعوية تؤكد على أهمية الالتزام بالحصول على تصريح رسمي. وقال الوزير: “امتلاك تصريح للحج أمر في غاية الأهمية من أجل سلامة الجميع”، مشيراً إلى أن التعاون بين الدول الإسلامية ضروري لتسهيل تنظيم الحج بشكل آمن ومنظم.
ظروف مناخية قاسية تتطلب الاستعداد
مع إقامة مناسك الحج في الهواء الطلق، تتزامن سنوياً مع ذروة فصل الصيف في السعودية، مما يرفع من مستوى التحديات الصحية. وأوضح الربيعة أن الدولة السعودية تبذل كل ما في وسعها لضمان سلامة ضيوف الرحمن، قائلاً: “الحج رحلة مقدسة، والشعب السعودي يتعامل معها بجدية كاملة”.
خلاصة
في موسم حج 2025، تستثمر السعودية في أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان أمن وسلامة الحجاج، مع تشديد الرقابة على المخالفين وتعزيز جهود التوعية. وتؤكد المملكة أن سلامة الحجاج وأداء مناسكهم براحة وأمان هي أولوية وطنية وإنسانية، تديرها الدولة بكل إمكاناتها التكنولوجية والبشرية.
