من لووبت إلى قمة الذكاء الاصطناعي
في كتابها الجديد “المتفائل: سام ألتمان، OpenAI، والسباق نحو ابتكار المستقبل”، ترصد الصحفية الأميركية كيتش هاجي – مراسلة صحيفة “وول ستريت جورنال” – سيرة سام ألتمان، أحد أبرز وجوه وادي السيليكون، الذي يقود اليوم شركة OpenAI ذات التأثير المتزايد في عالم الذكاء الاصطناعي.
يسلط الكتاب الضوء على نشأة ألتمان في الغرب الأوسط الأميركي، وبداياته في عالم ريادة الأعمال مع تأسيس شركة Loopt، قبل أن يتولى لاحقًا قيادة المسرّع الشهير Y Combinator، وصولًا إلى رئاسته التنفيذية لشركة OpenAI.
الإقالة والعودة… لحظة مفصلية
من أبرز اللحظات التي يوثقها الكتاب، قرار مجلس إدارة OpenAI بإقالة ألتمان بشكل مفاجئ في نوفمبر الماضي، وما تبعه من ضغوط واحتجاجات داخلية وخارجية أدت إلى عودته السريعة إلى منصبه بعد أيام. وتعتبر هاجي أن تلك الأزمة كشفت عن “خلل بنيوي” في هيكلية الشركة، التي تتحكم فيها منظمة غير ربحية رغم أنها تدير شركة ربحية عملاقة.
وتؤكد الكاتبة أن هذا التناقض في النموذج التنظيمي يهدد استقرار OpenAI مستقبلاً، مشيرة إلى أن المستثمرين قد ينظرون إليه كعنصر مخاطرة.
هل تمثل البنية الحالية عائقاً أمام التمويل؟
ردًا على سؤال لموقع “تك كرانش” بشأن ما إذا كانت OpenAI تواجه أزمة تمويل محتملة، تجيب هاجي بأن “نعم، هذه البنية غير التقليدية قد تُشكّل عائقًا حقيقيًا في المستقبل”، لكنها تضيف أن ألتمان يمتلك “قدرة تفاوضية استثنائية” قد تساعده في تجاوز هذه العقبة.
ألتمان… بين براعة الإقناع والشكوك
ترى الكاتبة أن سام ألتمان يجمع بين موهبة نادرة في رواية القصص والقدرة على إقناع المستثمرين، وهي مهارة تعتبرها حاسمة لقيادة شركة مثل OpenAI. لكنها في الوقت ذاته تشير إلى أن هذه القدرة تثير شكوك البعض ممن يتساءلون عن مدى اتساق مواقفه أو حسمه في إدارة الخلافات، خاصة في ظل تجربته السابقة في Y Combinator.
صفقة مع إدارة ترامب رغم التوجه الليبرالي
من المفارقات التي يسلط عليها الكتاب الضوء، توقيع ألتمان صفقات كبرى مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لبناء مراكز بيانات عملاقة، رغم أنه يُعرف بمواقفه التقدمية. وتصف هاجي تلك التحركات بأنها “دليل على براعة ألتمان في اقتناص الفرص السياسية”، مؤكدة أنه وترامب “يتشاركان في حب الصفقات الكبرى”.
خلفية شخصية شكلت رؤيته
يكشف الكتاب عن جذور ألتمان العائلية التي أثرت في شخصيته. فوالدته طبيبة ناجحة، ووالده كان يحمل اهتمامات مثالية في الشأن العام، ما عزز لديه حس المسؤولية والمثابرة منذ الصغر.
وتشير هاجي إلى أن زواجه مؤخرًا، وإنجابه لطفله الأول، ساهما في تعميق رؤيته المتفائلة للعالم والمستقبل.
الذكاء الاصطناعي… بين الخلاص والكارثة
في ختام الكتاب، تتأمل هاجي التناقضات التي تحيط بالنقاشات العالمية حول الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن الخلاف لا يدور حول فائدته من عدمها، بل بين من يراه “خلاصًا للبشرية” ومن يراه “تهديدًا وجوديًا”.
وتقول: “الجميع يضخم الصورة، والجدل لا ينتهي، لكن لا شك أن الأثر عميق”. وتضيف أن تجربتها الشخصية تغيرت خلال كتابة هذا العمل، إذ كانت في البداية متشككة في الذكاء الاصطناعي، لكنها أصبحت اليوم “أقل تشككًا”، لأنها أصبحت تستخدمه بشكل يومي.




