“Copilot” من مايكروسوفت يثبت كفاءته في تجربة واسعة داخل القطاع العام البريطاني

دراسة بريطانية: الذكاء الاصطناعي يوفر أسبوعين سنويًا لموظفي الحكومة ويُحدث ثورة في كفاءة العمل

 

أظهرت تجربة حديثة أجرتها حكومة المملكة المتحدة أن دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في المهام الإدارية لموظفي الخدمة المدنية أدى إلى توفير نحو أسبوعين من وقت العمل سنويًا لكل موظف، ما يعزز آفاق التحول الرقمي في إدارة القطاع العام البريطاني.

20 ألف موظف يختبرون Copilot لمدة 3 أشهر

خلال التجربة، استخدم أكثر من 20 ألف موظف حكومي أداة الذكاء الاصطناعي “Copilot” من شركة مايكروسوفت، في مهام تشمل صياغة الوثائق، تلخيص الاجتماعات، إعداد التقارير، والرد على استفسارات العملاء.
ووفقًا لتقرير نشرته فاينانشيال تايمز واطلعت عليه العربية Business، وفّر الموظفون 26 دقيقة يوميًا باستخدام الأداة، وهو ما يعادل نحو 11 يوم عمل سنويًا.

تحول رقمي تدعمه الحكومة البريطانية لتوفير 45 مليار جنيه إسترليني

أكدت حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر أنها تسعى إلى خفض تكاليف القطاع العام بقيمة 45 مليار جنيه إسترليني من خلال توسيع استخدام الخدمات الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وصرّح وزير التكنولوجيا البريطاني بيتر كايل خلال مؤتمر “SXSW” في لندن أن الذكاء الاصطناعي “يساعدنا على العمل بذكاء أكبر، وتقليل البيروقراطية، وتحقيق استخدام أفضل لأموال دافعي الضرائب”.

استخدامات متنوعة ورضا واسع من الموظفين

أظهرت التجربة أن الأداء كان أكثر فاعلية في صياغة المستندات (توفير 24 دقيقة يوميًا) وإعداد العروض التقديمية (توفير 19 دقيقة).
وشارك في التجربة موظفون من جهات عدة، أبرزها:

  • هيئة تسجيل الشركات “Companies House”: استخدمت Copilot للرد على استفسارات العملاء وتحديث السجلات.
  • وزارة العمل والمعاشات: ساعدت الأداة الموظفين في تقديم نصائح شخصية للباحثين عن عمل.

وأعرب 82% من الموظفين المشاركين عن رغبتهم في الاستمرار باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بينما ذكر 17% أن الأداة لم تحقق أي توفير في وقتهم.

تحذيرات وملاحظات حول جاهزية التقنية

رغم النتائج الإيجابية، حذّر بعض الخبراء من أن أدوات الذكاء الاصطناعي لا تزال تعاني من ثغرات قد تجعل استخدامها في السياقات الحكومية الحساسة غير مضمون بشكل كامل. كما أثارت خطط الحكومة لتخفيف قوانين حقوق النشر لجذب الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي انتقادات من جهات الصناعات الإبداعية.

41% من مهام القطاع العام قابلة للدعم بالذكاء الاصطناعي

في سياق موازٍ، أصدر معهد آلان تورينغ، وهو هيئة بحثية تدعمها الحكومة البريطانية، تقريرًا أظهر أن ما يصل إلى 41% من مهام القطاع العام يمكن دعمها بواسطة الذكاء الاصطناعي. ولفت التقرير إلى أن المعلمين هم الأكثر استفادة، لا سيما في تخطيط الدروس وتحضير المواد التعليمية.

خاتمة

تشير هذه النتائج إلى تغير جذري ووشيك في طبيعة الوظائف الحكومية بفعل الذكاء الاصطناعي، حيث تتجه بريطانيا نحو حكومة أكثر كفاءة وتطورًا تقنيًا، رغم التحديات القانونية والتنظيمية التي لا تزال تفرض نفسها على الساحة.

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 967

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *