في إنجاز طبي غير مسبوق، طور باحثون في جامعة نورث وسترن الأميركية أول نظام ذكاء اصطناعي من نوعه قادر على اكتشاف أمراض مهددة للحياة خلال ثوانٍ فقط، عبر تحليل صور الأشعة الطبية. ويعد هذا النظام نقلة نوعية في قطاع الرعاية الصحية، خصوصاً في ظل النقص العالمي في أطباء الأشعة.
وبحسب ما نشرته دورية «JAMA Network Open»، فقد أثبت النظام فعاليته السريرية داخل شبكة «نورثويسترن» الطبية، التي تضم 12 مستشفى، حيث تم تحليل نحو 24 ألف تقرير أشعة خلال 5 أشهر. النتائج أظهرت أن النظام ساهم في تسريع عمل أطباء الأشعة بنسبة تصل إلى 40% دون التأثير على دقة التشخيص، مع قدرة استثنائية على تحديد الحالات الحرجة في الوقت الفعلي.
نموذج داخلي يتفوق على النماذج التجارية
ما يميز هذا الابتكار هو أنه أول نموذج ذكاء اصطناعي توليدي يُدمج فعلياً في سير العمل السريري للأشعة، كما أنه صُمم بالكامل داخلياً باستخدام بيانات سريرية حقيقية، وليس معتمداً على منصات الذكاء الاصطناعي التجارية مثل ChatGPT، ما جعله أسرع، أكثر دقة، وأقل تكلفة.
ويغطي النظام كافة أنواع صور الأشعة، بدءاً من الجمجمة وحتى أصابع القدمين، ويولد تقارير جاهزة بنسبة 95%، مخصصة لحالة كل مريض، مما يسرّع عملية التقييم ويوفر الوقت والجهد.
حل لأزمة نقص الكوادر الطبية
تواجه الولايات المتحدة وحدها عجزاً متوقعاً يصل إلى 42 ألف طبيب أشعة بحلول عام 2033، فيما يزداد حجم بيانات الأشعة بنسبة 5% سنوياً. لذلك، يُعد النظام الجديد بمثابة حل عملي وفعّال لأزمة نقص الكوادر، إذ يسهم في زيادة الإنتاجية وتقليل الأعباء على الأطباء، لا سيما في الحالات الحرجة مثل أمراض الرئة التي يمكن اكتشافها فوراً قبل أن يطّلع الطبيب على الصورة.
مراحل تجارية أولية وتوسيع مرتقب
النظام حاصل على براءتي اختراع في الولايات المتحدة، ويخضع حالياً لمرحلة تجارية أولية تمهيداً لتوسيع استخدامه في مؤسسات طبية عالمية. كما يعمل الفريق المطور على تطوير النسخة التالية منه لتشمل الأشعة المقطعية، مع نتائج أولية مبشرة بكفاءة تصل إلى 80%.
الطبيب يظل المرجع النهائي
رغم التطور الكبير الذي يقدمه هذا النظام، أكد الفريق المطور أن الهدف ليس استبدال الأطباء، بل دعمهم. حيث يبقى الطبيب هو المسؤول عن مراجعة التقارير واعتمادها، ما يحافظ على التكامل بين الذكاء الاصطناعي والخبرة الطبية البشرية لضمان رعاية صحية دقيقة وآمنة.




