ولكن فجوتان تهددان الاستدامة
الإمارات تتصدر نمو تعلم الذكاء الاصطناعي بنسبة 344% خلال عام
كشف تقرير المهارات العالمية لعام 2025 الصادر عن منصة Coursera عن طفرة غير مسبوقة في الإقبال على تعلم المهارات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم التحديات البنيوية القائمة.
وسجلت المنطقة نموًا بنسبة 128% في التسجيل بدورات الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال عام واحد، في حين تصدرت الإمارات بمعدل نمو بلغ 344%، متجاوزة المعدلات الإقليمية والعالمية، وهو ما يعكس التزامًا حكوميًا واستثمارًا مؤسسيًا متزايدًا في اقتصاد مبني على المهارات.
تحذير من فجوتين تهددان التقدم
ورغم هذا الزخم، حذر التقرير من وجود فجوتين رئيسيتين تهددان استدامة هذا التحول الرقمي:
- الفجوة التقنية: فقط ثلاث دول في المنطقة تتجاوز المتوسط العالمي في الكفاءات التكنولوجية.
- الفجوة الجندرية: النساء يمثلن 35% فقط من إجمالي المتعلمين عبر Coursera، وتنخفض النسبة إلى 24% في دورات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
قيس الزريبي: سد الفجوات هو التحدي الحقيقي
قال قيس الزريبي، المدير الإقليمي لـ Coursera في الشرق الأوسط:
“أظهرت المنطقة حماسة كبيرة للتعلم الرقمي، لكن سد فجوتي النوع الاجتماعي والتقنيات المتقدمة هو الفيصل في تحويل هذا التعلّم إلى إنتاجية مستدامة.”
شركات الخليج قلقة من فجوة المهارات
وأشار التقرير إلى أن 72% من الشركات في الإمارات و73% في السعودية ترى أن فجوات المهارات تمثل عائقًا حقيقيًا أمام الابتكار، رغم أن أكثر من 40% من المتعلمين في المنطقة حصلوا على شهادات مهنية مصغرة، وهي من أعلى النسب عالميًا.
ومع ذلك، أوصى التقرير بتوسيع نطاق هذه الشهادات وربطها مباشرة بمتطلبات سوق العمل.
مشاركة النساء في التخصصات الدقيقة لا تزال ضعيفة
تبلغ نسبة مشاركة النساء في قطر والإمارات ما بين 32% و35% من قاعدة المتعلمين، إلا أن هذه النسبة تتراجع في مجالات دقيقة مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.
ويُرجع التقرير هذا التراجع إلى غياب النماذج الملهمة، وعدم توفر دورات مرنة تناسب ظروف النساء، ويقترح تقديم إعفاءات مخصصة ونماذج ناجحة لتشجيع الإقبال النسائي.
التحول نحو نموذج التوظيف القائم على المهارات
أكد التقرير أن 97% من أصحاب العمل باتوا يعتمدون أو يدرسون نموذج التوظيف القائم على المهارات، والذي يعطي الأولوية للكفاءات العملية والشهادات المصغرة بدلاً من الاقتصار على المؤهلات الأكاديمية التقليدية.
المنطقة تراهن على الإنسان قبل التقنية
واختتم التقرير بالتأكيد على أن رهان منطقة الشرق الأوسط على الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الأدوات، بل يتمحور حول الإنسان والقدرة الحكومية على تحويل المعرفة إلى اقتصاد والمواهب إلى إنتاجية.




