“ميتا” تطلق نموذج ذكاء اصطناعي جديد.. خطوة نحو تطوير الروبوتات والسيارات الذاتية

V-JEPA 2 يخطو بالذكاء الاصطناعي نحو قرارات أقرب للبشر

أعلنت شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام، عن إطلاق نموذج عالمي جديد مفتوح المصدر للذكاء الاصطناعي تحت اسم V-JEPA 2، يتمتع بقدرات متقدمة في فهم البيئة ثلاثية الأبعاد، وحركات الأجسام، واتخاذ قرارات تشبه إلى حد كبير القرارات البشرية.

محاكاة داخلية للعالم المادي

يعتمد النموذج الجديد على مفهوم “نماذج العالم”، وهي أنظمة ذكاء اصطناعي تُحاكي البيئة المادية داخليًا، مما يمنحها القدرة على التعلم والتخطيط والاستجابة بطريقة أقرب للإنسان.
فعلى سبيل المثال، يمكن لـV-JEPA 2 التنبؤ بأن الكرة المتدحرجة ستسقط من على الطاولة، أو أن الجسم الذي اختفى عن الأنظار لا يزال موجودًا في المكان.

نحو روبوتات وسيارات ذاتية أكثر ذكاءً

روّجت ميتا لاستخدامات V-JEPA 2 في الروبوتات والسيارات ذاتية القيادة، حيث تعتمد هذه الآلات على فهم دقيق وفوري لمحيطها.
ويتميّز النموذج بعدم اعتماده على بيانات مصنّفة ضخمة أو لقطات فيديو تقليدية، بل يستخدم ما يُعرف بـ**”المساحة الكامنة”**، وهي تمثيل مبسّط يساعده على فهم حركة وتفاعل الأجسام في العالم الواقعي.

استثمار ضخم ومنافسة محتدمة

يأتي هذا التطور ضمن جهود مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، لتعزيز موقع الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي أمام منافسين كبار مثل OpenAI، وغوغل، ومايكروسوفت.

وتعتزم ميتا، بحسب تقارير سابقة، استثمار 14 مليار دولار في شركة Scale AI، مع تعيين مديرها التنفيذي ألكسندر وانغ لدعم استراتيجيتها.

موجة جديدة من “نماذج العالم”

تشهد مجتمعات الذكاء الاصطناعي حاليًا اهتمامًا متزايدًا بمفهوم “نماذج العالم” كبديل للتركيز الكامل على نماذج اللغة الكبيرة (مثل شات جي بي تي وجيميني).
ففي سبتمبر الماضي، أعلنت الباحثة الرائدة فاي فاي لي عن جمع 230 مليون دولار لشركة ناشئة تحمل اسم World Labs، تهدف إلى بناء نماذج ذكاء اصطناعي تفهم العالم المادي.

في السياق ذاته، تعمل ديب مايند، وحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لغوغل، على تطوير نموذجها الخاص تحت اسم “جيني”، والذي يمكنه محاكاة البيئات والألعاب ثلاثية الأبعاد في الوقت الفعلي.

بداية عهد جديد للذكاء الاصطناعي

يمثل إطلاق نموذج V-JEPA 2 من ميتا نقلة نوعية في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يتجه التركيز نحو فهم العالم الواقعي بدلًا من الاكتفاء بمعالجة النصوص والبيانات.
ومن المتوقع أن تُحدث هذه النماذج المتقدمة ثورة في التطبيقات الروبوتية، والقيادة الذاتية، والتفاعل بين الإنسان والآلة في المستقبل القريب.

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 884

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *