نظام تحكّم ناري مدعوم بالذكاء الاصطناعي
بدأ الجيش الأمريكي رسميًّا نشر نظام SMASH 2000L، وهو جهاز تحكّم ناري مدمج على البنادق يعمل بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، ويتيح للجنود إصابة الطائرات الصغيرة بدون طيار بأعلى درجات الدقة. يعتمد النظام على خوارزمية تتعرّف إلى الهدف وتغلق مسار الإطلاق إلكترونيًّا فلا تسمح بضغط الزناد إلا عندما تكون نسبة الإصابة شبه مؤكدة، ما يقلّل الخطأ البشري ويرفع معدّل الإصابة في الطلقة الأولى.
وزن خفيف وتقنيات رؤية حاسوبيّة متقدّمة
يزن SMASH 2000L نحو 2.5 رطل فقط، ما يسهّل تركيبه على البنادق الهجومية القياسية دون التأثير في توازن السلاح أو حركة الجندي. يدمج النظام مستشعرات كهربصرية عالية الدقّة مع وحدة معالجة قوية للرؤية الحاسوبية، فتتولّى الكاميرات التقاط صورة الهدف ثم تحللها خوارزميات التتبع لتثبيت العلامة التصويبية على الدرون المتحرك، مع متابعة التغيّرات في المسار والسرعة وزاوية الاقتراب لحظة بلحظة.
اختبار ناجح في تمرين إطلاق نار مباشر بألمانيا
خضع SMASH 2000L لتمرين حقيقي في ميدان تدريب بألمانيا بتاريخ 6 يونيو، حيث واجهت وحدات المشاة أهدافًا جوية صغيرة تحاكي الدرونات التجارية الشائعة في ساحات القتال الحديثة. أظهرت نتائج الرماية الميدانية قدرة النظام على رصد الدرون منذ اللحظة الأولى، تتبّع حركته المتعرجة، منع إطلاق الرصاص حتى نقطة اليقين، ثم إسقاط الهدف من أول محاولة، ما عزز ثقة القيادة في جاهزية المنظومة للنشر العملياتي.
تمويل بقيمة 13 مليون دولار ضمن برنامج التحول
يحظى المشروع بدعم مالي قدره 13 مليون دولار عبر برنامج «Army’s Transformation In Contact 2.0» الذي يركّز على إدخال التقنيات الذكية إلى وحدات الخطوط الأمامية. يهدف البرنامج إلى تحسين بقاء الجنود عبر أنظمة خفيفة وسهلة الاستخدام تقلل العبء الذهني أثناء الاشتباك، وتقلِّص التكلفة التشغيلية مقارنة بالمنظومات الصاروخية أو الرادارية المخصّصة للدفاع الجوي قصير المدى.
حلّ متنقّل وفعّال لمواجهة التهديدات غير المتكافئة
يشكّل تصاعد استخدام الطائرات الصغيرة بدون طيار تحديًا كبيرًا للجيوش في الحروب غير المتناظرة، إذ يستطيع الخصم بتكاليف محدودة تنفيذ استطلاع أو هجوم بقنابل انتحارية. يقدم SMASH 2000L حلاً متنقلاً يربط بندقية الجندي بشبكة استشعار ذكية، فيحرم الدرون من أفضلية المناورة على ارتفاعات منخفضة، ويمنح المشاة قدرة اعتراض فورية من دون انتظار دعم مدفعي أو جوي.
خبرة إسرائيلية وتوسّع في الحلف الأطلسي
طُوِّر النظام بواسطة شركة Smart Shooter الإسرائيلية التي تمتلك خبرة سابقة في دمج الذكاء الاصطناعي بأسلحة خفيفة؛ وقد استخدمت إصدارات أقدم من SMASH بالفعل لدى وحدات تابعة لحلف «الناتو». الإصدار 2000L يمثل الجيل الأحدث بفضل تحسين الخوارزميات وزيادة بُعد الكشف ودقّة التتبع، ما جعل الولايات المتحدة تعتمد عليه لتأمين وحداتها المنتشرة في أوروبا والشرق الأوسط.
آلية عمل المشبك الإلكتروني في الزناد
يعتمد SMASH 2000L على مشبك إلكتروني يربط مسار الزناد بوحدة التحكّم. عندما يضغط الجندي على الزناد يبقى مؤمَّنًا إلكترونيًا، بينما تواصل الخوارزمية فحص مركز الهدف عبر المشهد البصري وحساب مسار المقذوف بالنسبة للحركة والرياح. لا يُطلق الرصاص إلا في جزء من ألف من الثانية حين تتقاطع النقطة المثالية مع خط النيران، ما يحقق دقة شبه مثالية ويقلل الهدر في الذخيرة.
تكامل مع أنظمة القيادة والتحكّم الميدانية
صُمم النظام ليتكامل مع خوذة الجندي الرقمية وأنظمة الواقع المعزَّز التي تطورها وزارة الدفاع الأمريكية، إذ يمكن بث الصورة الحرارية للهدف ومؤشرات التتبع إلى شاشة مثبتة على العين، إضافة إلى إرسال بيانات الإحداثيات إلى مركز السيطرة لتوثيق الاشتباكات وتحديث بنك الأهداف في الزمن الحقيقي.
التحديات المستقبلية والتحديثات المرتقبة
مع تزايد قدرات الدرونات على المراوغة، تعمل Smart Shooter على تحديث البرمجيات لدعم تتبع أهداف متعددة وإتاحة بروتوكولات تشويش إلكتروني مدمجة تعيق وصلة التحكم للدرون قبل تدميره. كما يجري تطوير نسخ أخرى مخصصة لبنادق القناصة ورشاشات الدعم المتوسط لرفع مدى الاشتباك إلى أكثر من كيلومتر.
خطوة جديدة نحو ميدان قتال آلي
يرى محللون عسكريون أن نشر SMASH 2000L يمهد لمرحلة تصبح فيها الأسلحة الخفيفة جزءًا من منظومة ذكاء اصطناعي متكاملة، تعزز قدرات الجنود وتقلل زمن اتخاذ القرار في مواجهة تهديدات دقيقة وسريعة التطور، ما يعكس تحولًا جذريًا في تكتيكات المشاة للقرن الحادي والعشرين.




