من تجربة تجديد مطبخ إلى شراء تذاكر السفر.. مستقبل التسوق بذكاء الآلة يقترب
يشهد عالم التسوق تحوّلًا جذريًا بفضل التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد المتسوق بحاجة إلى تصفح عشرات المواقع للعثور على أفضل السلع، بل بات بإمكانه الاعتماد على وكلاء ذكيين يُنجزون المهام بالكامل نيابة عنه.
تجربة حقيقية: شات جي بي تي يتفوّق على غوغل
أحد أبرز الأمثلة هي تجربة “كارولين بينيت”، التي استخدمت تطبيق ChatGPT لاختيار مستلزمات تجديد مطبخها، مفضّلة إياه على محرك البحث غوغل، نظرًا لسرعته ودقته في مقارنة المنتجات وتقديم توصيات مخصصة.
شركات التكنولوجيا تتحرك سريعًا نحو التسوق الذكي
شركات كبرى مثل أمازون وغوغل بدأت بالفعل في تطوير خدمات تسوق عبر “وكلاء أذكياء” بإمكانهم تنفيذ عمليات الشراء تلقائيًا بعد أخذ موافقة المستخدم، مما يفتح الباب أمام تجربة تسوق فائقة السهولة.
كما تعمل شركات مثل OpenAI وPerplexity على تطوير أدوات تعرض صور وأسعار المنتجات في واجهات مبسّطة، مع إمكانية الشراء الفوري من داخل نفس التطبيق.
أما شركة Visa، فقد دخلت هي الأخرى السباق، من خلال خدمات تتيح لوكلاء الذكاء الاصطناعي حجز تذاكر الطيران والفنادق وتنظيم خطط السفر.
مزايا التسوق بالذكاء الاصطناعي:
- مقارنة تلقائية بين الأسعار والخيارات.
- توصيات دقيقة حسب تفضيلات المستخدم.
- إتمام عمليات الشراء دون تدخل بشري مباشر.
- حجز تلقائي لتذاكر الطيران والفنادق والخدمات الأخرى.
تحديات الثقة والخصوصية
ورغم التقدّم اللافت، إلا أن هناك مخاوف متزايدة لدى المستخدمين تتعلق بـ:
- خصوصية البيانات الحساسة، خاصة بيانات بطاقات الائتمان.
- دقة المعلومات التي تقدمها روبوتات المحادثة.
- قدرة الذكاء الاصطناعي على اتخاذ قرارات مالية حاسمة بالنيابة عن المستهلك.
إحصائيات: الشباب يقودون التغيير
بحسب استطلاع حديث، 39% من الأميركيين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التسوق الإلكتروني. وتتصدر الأجيال الشابة مثل جيل الألفية والجيل Z قائمة المستخدمين، بينما تظل الفئات الأكبر سنًا أكثر تحفظًا تجاه هذه التقنية.
المستقبل: وكلاء التسوق الذكيون في كل بيت
يتوقع الخبراء أن تتحوّل هذه التجربة إلى خيار دائم في المستقبل القريب، حيث تصبح أدوات الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من روتين التسوق اليومي، وتُستخدم في كل شيء من اختيار المنتجات إلى إدارة الميزانيات وتنظيم المشتريات تلقائيًا.
وتُواصل شركات التقنية الكبرى مثل غوغل وأوبن إيه آي تطوير أنظمة أكثر تخصيصًا ودقة، لتلبية احتياجات المستهلكين بفاعلية غير مسبوقة.
في الختام
مع هذا التقدّم، يبدو أن مستقبل التسوق سيكون أكثر ذكاءً وسرعة، لكن التحدي الحقيقي يكمن في بناء الثقة وضمان الخصوصية. وبينما يخطو الذكاء الاصطناعي خطوات واسعة نحو إدارة عمليات الشراء، يبقى المستهلك هو من يحدد الحدود.




