تحول محتمل نحو نماذج خارجية لتطوير “سيري”
تبحث شركة أبل إمكانية الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي من شركتي Anthropic وOpenAI، لتطوير إصدار جديد من مساعدها الصوتي “سيري”، في خطوة وُصفت بأنها تحوّل استراتيجي بعيد عن نماذجها الداخلية، بحسب ما نقلته وكالة “بلومبرغ” عن مصادر مطلعة.
وذكرت الوكالة أن أبل أجرت محادثات مع الشركتين لاختبار نسخ مخصصة من نماذجهما اللغوية، “Claude” من Anthropic و”ChatGPT” من OpenAI، بحيث تعمل على البنية التحتية السحابية الخاصة بأبل، والمبنية على شرائح “ماك”.
خطة داخلية متعثرة ومشروع بديل قيد التطوير
رغم أن الشركة تطوّر داخليًا ما يُعرف بمشروع “LLM Siri” الذي يعتمد على نماذج Apple Foundation Models، فإن الاتجاه نحو الشراكة الخارجية يُعد إقرارًا بأن أبل تكافح للحاق بركب الذكاء الاصطناعي التوليدي، وسط تصاعد المنافسة من منافسين مثل Google وMicrosoft.
ولا يزال قرار أبل باستخدام تقنيات خارجية غير نهائي، إلا أن تفضيل مسؤولين تنفيذيين مثل مايك روكويل وكريغ فيديريغي لتقنيات Anthropic، بعد جولات اختبار متعددة، دفع نائب رئيس التطوير المؤسسي أدريان بيريكا لبدء مفاوضات رسمية مع الشركة الناشئة.
نموذج “Claude” يتفوق في اختبارات الأداء أمام ChatGPT وGemini
كشفت اختبارات أجرتها فرق أبل أن تقنية “Claude” من Anthropic قدّمت أداءً أقرب لتطلعات الشركة بشأن تحسين تفاعل “سيري” مع المستخدمين، متفوقةً على كل من ChatGPT وGoogle Gemini.
ويُعد روكويل، الذي أشرف على تطوير نظارة Vision Pro، من أبرز داعمي اعتماد تقنيات خارجية لتحسين سيري، وقد أعاد تشكيل الفريق المسؤول عن المشروع في مارس الماضي، بعد إعفاء رئيس قسم الذكاء الاصطناعي جون جياناندريا من هذه المهام.
مفاوضات مالية شاقة مع Anthropic واحتمال العودة إلى OpenAI
بحسب “بلومبرغ”، تطالب Anthropic برسوم سنوية تُقدّر بالمليارات، مع زيادات سنوية، وهو ما اعتبرته أبل مكلفًا وغير مضمون الجدوى، ما دفعها إلى إبقاء باب التعاون مع OpenAI مفتوحًا، وربما حتى البحث عن شركاء إضافيين.
تحديثات مؤجلة وإطلاق مرتقب في 2026
أعلنت أبل سابقًا عن تحديثات كبيرة لـ “سيري” تتيح له قراءة محتوى الشاشة وتحليل بيانات المستخدم بشكل أذكى، وكان من المخطط إصدارها في مطلع 2025، إلا أن الشركة أجّلت الإطلاق إلى ربيع 2026، ما يعكس صعوبات فنية وهندسية مستمرة في تطوير مساعدها الصوتي.
خيار البنية السحابية يحمي الخصوصية
تسعى أبل لتشغيل النماذج الكبيرة على خوادمها السحابية المزودة بشرائح Apple Silicon، بدلًا من الاعتماد على بنى تحتية خارجية، لضمان أعلى معايير الأمان والخصوصية. وقد أجرت بالفعل اختبارات داخلية على هذه النماذج ضمن بيئة محمية بالكامل.
نماذج الذكاء الاصطناعي على الأجهزة لا تزال قيد الاستخدام
رغم سعيها للشراكة مع جهات خارجية، لن تتخلى أبل عن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على الأجهزة المحمولة، والتي تُستخدم حاليًا في ميزات مثل تلخيص الرسائل وإنشاء “جينموجيز”، ومن المتوقع إتاحتها للمطورين في وقت لاحق من 2025.
مخاوف داخلية من توسع الشراكة الخارجية
أثارت هذه التوجهات مخاوف بين مهندسي فريق النماذج الأساسية في أبل، من أن يؤدي التعاون مع شركات خارجية إلى إضعاف دورهم تدريجيًا، خاصةً إذا شمل التعاون مزيدًا من ميزات النظام الأساسية، وليس فقط “سيري”.
الاستعانة بـ ChatGPT في ميزات iOS 26
منذ ديسمبر 2024، استعانت أبل بخدمات OpenAI لتوفير بعض ميزات “سيري”، مثل الإجابة على الاستفسارات الثقافية وكتابة النصوص. وفي التحديث القادم لنظام iOS 26، ستُضاف قدرات جديدة لتوليد الصور وتحليل محتوى الشاشة باستخدام ChatGPT.
أبل في سباق اللحظة الأخيرة للحاق بركب الذكاء الاصطناعي
يأمل المستثمرون أن تكشف أبل عن توجهها النهائي خلال حدثها السنوي القادم، وسط تصاعد الضغوط لتقديم تجربة ذكاء اصطناعي قادرة على منافسة Google وMicrosoft. وبين الاعتماد على الذات والتعاون الخارجي، تبقى “سيري” عنوانًا للأزمة والفرصة في آنٍ واحد.




