شهدت العاصمة البريطانية لندن حدثاً لافتاً تمثل في مظاهرة نظمتها مجموعة “Pause AI” أمام مقر شركة “غوغل ديب مايند”، احتجاجاً على ما وصفوه بـ”السباق الخطير” نحو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي دون مراعاة كافية لمعايير الأمان والمساءلة، بحسب ما أفاد به موقع Business Insider.
هتافات ضد السرعة.. ومحاكمة رمزية لـ”ديب مايند”
رفع المحتجون شعارات مثل “اختبر ولا تفترض” في إشارة إلى غياب الاختبارات الكافية على تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي تُطرح بسرعة متزايدة في الأسواق. ونفذت المجموعة محاكمة رمزية ظهر فيها “ديب مايند” كمتهم أمام لجنة محلفين وقاضٍ يرفع “مطرقة العدالة”، متهمةً الشركة بإهمال التزاماتها الأخلاقية التي قطعتها سابقًا، خصوصًا في قمة الذكاء الاصطناعي بسول العام الماضي.
اتهامات: إهمال الأمان وتجاهل الرقابة الخارجية
وجهت “Pause AI” اتهامات مباشرة إلى “غوغل ديب مايند” بتجاهل وعودها السابقة بإجراء اختبارات دقيقة من قبل جهات خارجية محايدة، وعدم الشفافية بشأن تدخل الحكومات أو المؤسسات الخارجية في عملية تطوير الذكاء الاصطناعي.
رد غوغل: ملتزمون بالأمان والمسؤولية
من جهتها، ردت غوغل عبر متحدث رسمي باسم “ديب مايند” بأنها تواصل تطوير واختبار نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، مؤكدة التزامها بالشفافية، وتقديم المعلومات التي تسهم في الاستخدام الآمن لهذه التقنيات في مواجهة التغيرات المتسارعة في المشهد التكنولوجي.
“Pause AI”: لن نترك جوجل تفلت من العقاب
لكن هذا الرد لم يقنع منظمي المظاهرة. وقالت إيلا هيوز، المديرة المنظمة للمجموعة: “لن نسمح لغوغل أن تفلت من العقاب بعد إخلاف وعودها”. وأضاف جويب مينديرتسما، مؤسس الحركة: “التنظيم العالمي للذكاء الاصطناعي سيئ للغاية، وعلينا التحرك قبل أن يفوت الأوان”.
وأكد مينديرتسما أن المجموعة تلقت دعماً متزايداً في استطلاعات الرأي التي أجرتها، مشيراً إلى أن تشكيلة المجموعة تضم نشطاء من خلفيات تقنية وقانونية وحقوقية، ما يعكس اتساع القلق الشعبي حول مستقبل الذكاء الاصطناعي.
احتجاجات قد تتكرر.. والتنظيم الدولي على المحك
تُعد هذه المظاهرة واحدة من أولى التحركات الشعبية المنظمة التي تستهدف شركة تقنية بعينها بسبب قضايا الذكاء الاصطناعي. وتوقّع نشطاء “Pause AI” أن تتزايد موجات الاحتجاج العالمية خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تصاعد المخاوف من التأثيرات الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية لنماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
وفي ظل السباق التكنولوجي المتسارع بين الشركات العملاقة مثل غوغل وأوبن إيه آي ومايكروسوفت، تبدو الدعوات إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي دولياً أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.




