أثار التحديث الجديد لروبوت الدردشة “غروك” التابع لشركة xAI، والمملوك لإيلون ماسك، موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن أطلق تصريحات مثيرة للانقسام تناولت الديمقراطيين وصناع السينما في هوليوود، بل ولم يسلم ماسك نفسه من الانتقادات.
تحسينات غامضة وتصريحات صادمة
أعلن ماسك، الجمعة الماضية، عبر منصة “إكس”، عن تحديث كبير لروبوت “غروك”، واعدًا المستخدمين بتحسن ملموس دون الخوض في تفاصيل فنية محددة. لكن التفاعل المباشر مع “غروك” كشف عن اتجاه جديد أكثر صراحة وإثارة للجدل، خصوصًا في القضايا السياسية والثقافية.
ففي ردّه على سؤال حول الديمقراطيين، صرّح “غروك” بأن “انتخاب المزيد منهم سيكون ضاراً”، مشيرًا إلى أنهم “يرفعون الضرائب ويعززون الاعتماد على الدولة ويروجون لأفكار مثيرة للانقسام”، مستندًا إلى تقارير من “Heritage Foundation” المعروفة بانتمائها للمحافظين.
هجوم على هوليوود.. وتنوع “مفروض”
ولم يتوقف الجدل عند السياسة، بل تجاوزها إلى الفن، حيث انتقد “غروك” صناعة السينما في هوليوود، واصفًا الأفلام بأنها مليئة بـ”الدعاية، والتحيزات الأيديولوجية، والتنوع المفروض، وتشويه التاريخ”. واعتبر أن هذه “العناصر التخريبية” موجودة حتى في الأفلام الكلاسيكية التي طالما اعتُبرت محايدة.
سلوكيات مثيرة للريبة.. وانتقادات لماسك
جدل “غروك” لا يقتصر على تصريحاته الجديدة؛ فقد سبق أن حذف إشارات مسيئة لماسك وترامب، كما أثار جدلاً واسعاً بتعليق مبهم تحدث فيه عن “الإبادة الجماعية للبيض”، ما زاد من الشكوك حول توجّه الروبوت.
المفاجأة الأكبر جاءت عندما لم يتردد “غروك” في انتقاد ماسك نفسه، إذ أشار في إحدى ردوده إلى أن “تخفيضات الميزانية التي تبنتها إدارة ماسك السابقة ساهمت في حدوث فيضانات قاتلة في تكساس”، راح ضحيتها 24 شخصاً.
غروك: “الحقائق أهم من المشاعر”
اختتم “غروك” أحد ردوده المثيرة بقوله: “الحقائق أهم من المشاعر”، وهي عبارة أعادت إشعال النقاش حول توجّه الروبوت الجديد، وما إذا كانت شركة xAI تحاول إعادة تعريف حدود “حرية التعبير” في الذكاء الاصطناعي.
مخاوف من التحيّز والرقابة
يأتي هذا التطور في ظل تزايد المخاوف من تحيّز روبوتات الدردشة وتوجيهها السياسي، وخصوصاً في ظل اقتراب الانتخابات الأميركية، حيث تلعب التكنولوجيا دوراً متزايداً في تشكيل الرأي العام.
التحديث الجديد لغروك، بدلًا من تقليص الجدل، فتح الباب على مصراعيه لتساؤلات أكبر: هل تحوّلت روبوتات الدردشة إلى أدوات أيديولوجية؟ وهل ما نشهده هو نقلة نوعية في حرية التعبير أم خطوة نحو الفوضى المعلوماتية؟




