ستانفورد تحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي في علاج الأمراض النفسية

روبوتات الدردشة قد تعزز الأوهام وتفشل في التعامل مع الأزمات
كشفت دراسة حديثة أعدّها باحثون في جامعة ستانفورد الأميركية أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل “شات جي بي تي”، لأغراض الدعم النفسي قد يؤدي إلى نتائج خطيرة، منها تعزيز الأوهام، والاستجابة غير السليمة لحالات الانتحار المحتملة. الدراسة أظهرت أن GPT-4o، على سبيل المثال، قدم معلومات عن جسور عالية لشخص فقد وظيفته، بدلًا من رصد علامات الأزمة النفسية.

تحيز واستجابات مخالفة للإرشادات الطبية
أشارت الدراسة إلى أن النماذج اللغوية الكبيرة تُظهر أنماطًا تمييزية ضد من يعانون من اضطرابات نفسية، وغالبًا ما تستجيب بطرق لا تتماشى مع البروتوكولات العلاجية المعتمدة. هذا التحيز قد يفاقم من معاناة المرضى عند الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كبديل للعلاج النفسي التقليدي.

حالات مأساوية ونتائج مقلقة
أبرز التقرير عددًا من الحوادث المأساوية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال النفسي، مثل انتحار مراهق بعد محادثات مع “شات جي بي تي”، ووقائع إطلاق نار إثر تأكيد الذكاء الاصطناعي لمعتقدات مصابة بجنون الارتياب. هذه الحالات تطرح تساؤلات قانونية وأخلاقية حول مسؤولية المنصات الرقمية.

نتائج متباينة بين الدراسات.. وخبراء يدعون إلى الحذر
وعلى الرغم من النتائج المثيرة للقلق، أظهرت دراسة سابقة من جامعتي كينغز كوليدج وهارفارد، بناءً على مقابلات مع مستخدمين فعليين، أن بعض المشاركين أبلغوا عن تأثيرات إيجابية لتجربتهم مع روبوتات الدردشة، شملت دعمًا عاطفيًا وتحسنًا في علاقاتهم الشخصية.

البحث مستمر.. والدعوة إلى استخدام نقدي ومتوازن
دعا الباحث نيك هابر من جامعة ستانفورد إلى عدم التسرع في الحكم، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي “قد يلعب دورًا مؤثرًا في العلاج النفسي مستقبلًا، لكن يجب علينا التفكير بعمق في هذا الدور”. وشدد على أهمية تطوير ضوابط ومعايير تحكم استخدام النماذج اللغوية الكبيرة في هذا المجال الحساس، منعًا لأي أضرار غير متوقعة.

خلاصة:
رغم الطفرة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الرعاية النفسية، إلا أن الباحثين يوصون بتعامل حذر ومتوازن، يجمع بين التقنيات الحديثة والخبرة الإنسانية، للحفاظ على سلامة المستخدمين وتقديم دعم نفسي فعّال وآمن.

شارك هذا الخبر
يوسف إبراهيم
يوسف إبراهيم
المقالات: 884

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *