نموذج جديد يغير قواعد اللعبة
أعلنت شركة “مون شوت” الصينية، المدعومة من مجموعة “علي بابا”، عن إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد “Kimi K2″، الذي يأتي مفتوح المصدر، منخفض التكلفة، ومتعدد اللغات. ويعد هذا التوجه نادرًا في عالم التكنولوجيا، حيث لا تتبعه سوى شركات عملاقة مثل “ميتا” و”غوغل”.
OpenAI تتراجع وعلي بابا تتقدم
يأتي إطلاق “Kimi K2” في وقت قررت فيه شركة “OpenAI”، المالكة لـ ChatGPT، تأجيل طرح أول نموذج مفتوح المصدر خاص بها إلى أجل غير مسمى، بحسب إعلان رئيسها التنفيذي سام ألتمان، الذي برر القرار بمخاوف تتعلق بالسلامة.
هذا التراجع فتح الباب أمام “مون شوت” لتقديم بديل منافس وقوي في السوق.
تفوق في كتابة الأكواد البرمجية
من أبرز نقاط القوة في “Kimi K2” هي قدرته العالية على كتابة الأكواد البرمجية لتطبيقات مختلفة، وهو مجال تسعى فيه الشركات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي لتقليص عدد الموظفين أو الاستغناء عن بعض الوظائف التقنية.
وتُظهر هذه الإمكانيات توجهًا واضحًا نحو دمج الذكاء الاصطناعي في المهام التقنية المعقدة لتوفير الوقت والتكاليف.
أداء يفوق GPT-4 وتكاليف أقل
بحسب ما أعلنته “مون شوت” عبر منصاتها الرسمية، فإن نموذج “Kimi K2” سجل نتائج متفوقة على “ChatGPT 4” في عدة معايير تقييم. كما وصفته بأنه يقدم أداء عامًا يُعد الأفضل مقارنة بأي نموذج متاح حاليًا.
ويمتاز “Kimi K2” كذلك بانخفاض تكاليف تشغيله، ما يجعله مناسبًا للجهات التي تحتاج إلى استخدام واسع النطاق أو تعمل بميزانيات محدودة، وهو ما يعزز من فرص انتشاره عالميًّا.
مجاني وسهل الوصول إليه
يتوفر النموذج الجديد مجانًا عبر تطبيق “Kimi” وكذلك من خلال المتصفح، ما يمنح المستخدمين وصولًا مباشرًا دون الحاجة إلى دفع اشتراكات شهرية، على عكس نموذج GPT-4 من OpenAI الذي يتطلب اشتراكًا مدفوعًا للاستفادة من أحدث مزاياه.
ليس روبوت دردشة.. لكنه قوي
ورغم تصنيفه كنموذج ذكاء اصطناعي، فإن “Kimi K2” لا يُعد روبوت دردشة تقليدي مثل ChatGPT، بل يُشبه واجهة بحث ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تقدم نتائج دقيقة وسريعة دون قيود على عدد مرات الاستخدام.
إلا أن النموذج يتطلب أجهزة قوية للعمل بكفاءة، إذ إن حجمه الكبير لا يناسب الأجهزة العادية، ما قد يحد من إمكانية تشغيله لدى شريحة واسعة من المستخدمين، ما لم يكونوا يمتلكون وحدات معالجة رسومات (GPU) متطورة أو أجهزة كمبيوتر فائقة الأداء.
سباق الذكاء الاصطناعي يتسارع
تأتي هذه الخطوة من “علي بابا” ضمن سياق سباق عالمي متسارع نحو تطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا وفاعلية. ومع تفوق “Kimi K2” في الأداء والتكلفة، فإنه مرشح لأن يصبح منافسًا شرسًا لنماذج شركات كبرى مثل “OpenAI” و”Anthropic” و”Meta”.
ويبدو أن معركة الهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي ستشهد مزيدًا من التصعيد، مع دخول الشركات الصينية بقوة وباستراتيجيات جديدة تعتمد على الانفتاح المجاني ودعم المطورين.




