Walker S2 يحقق إنجازًا عالميًا في الاستقلالية التشغيلية
كشفت شركة صينية مقرها مدينة شنتشن عن تطوير روبوت جديد شبيه بالبشر يُدعى “Walker S2″، يتمتع بقدرة فريدة على استبدال بطارياته ذاتيًا، دون تدخل بشري. ونشرت الشركة مقطع فيديو توضيحي يُظهر الروبوت وهو يتوجه نحو محطة شحن، يزيل بطاريته الفارغة، يضعها في قاعدة شحن، ثم يركب بطارية مشحونة ويواصل العمل بشكل مستقل.
هذه الميزة، بحسب الشركة، تُمكّن الروبوت من العمل على مدار الساعة دون انقطاع، مما يفتح آفاقًا جديدة في مجالات الإنتاج والخدمات التي تتطلب جهوزية دائمة.
صناعة الروبوتات الصينية تقود المشهد العالمي
ويأتي هذا الإنجاز في وقت تواصل فيه الصين إحراز تقدم مذهل في قطاع الروبوتات الشبيهة بالإنسان، الذي صنفته الحكومة الصينية كأحد الصناعات الاستراتيجية ذات الأولوية. وقدمت السلطات دعمًا سياسيًا وتمويليًا كبيرًا لتعزيز الابتكار في هذا المجال.
ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة “موديز”، تبرز الصين كقوة صاعدة في قطاع الروبوتات، بفضل قدرتها على الدمج بين الذكاء الاصطناعي المتقدم والتكاليف التصنيعية المنخفضة.
الصين تتصدر السوق العالمي في الروبوتات البشرية
وبحسب تقرير “مورغان ستانلي” الصادر في فبراير الماضي، فإن أكثر من نصف الشركات العالمية المدرجة في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر تنتمي إلى الصين، كما تستحوذ الشركات الناشئة الصينية على نسبة كبيرة من تمويل رأس المال الاستثماري العالمي في هذا القطاع.
وتُعد شركة “يو بي تيك”، التي طورت روبوت Walker S2، أول شركة روبوتات بشرية تُدرج في بورصة هونغ كونغ عام 2023، وهي من أبرز الجهات الفاعلة في هذا السباق التكنولوجي.
منافسة مباشرة مع تسلا
تسعى ست شركات صينية على الأقل لإنتاج أكثر من 1000 روبوت شبيه بالبشر خلال العام الجاري، في سباق متقارب مع شركة “تسلا” الأميركية التي تطوّر روبوتها الشهير “أوبتيموس”.
ورغم أن “يو بي تيك” لم تعلن عن هدف إنتاجي مماثل، فإن روبوتاتها من نوع “ووكر” قد تم اختبارها بالفعل في مصانع كبرى لشركات السيارات الكهربائية الصينية مثل BYD وNIO وZeekr، ما يؤكد قابليتها للتطبيق العملي.
نظام بطارية مزدوج يعزز الاستقلالية
صُمم Walker S2 ليكون أكثر كفاءة واستقلالية، بفضل نظام بطاريته المزدوج وقدرته على مراقبة مستوى الطاقة وتبديل البطاريات عند الحاجة. ويُمكنه إتمام عملية الاستبدال خلال ثلاث دقائق فقط، حيث تم تصميم البطاريات بطريقة مشابهة لوصلات USB، ما يُسهّل إدخالها وإخراجها بسرعة ودقة.
شنتشن.. عاصمة الروبوتات في الصين
وضعت مدينة شنتشن، معقل شركة “يو بي تيك”، أهدافًا طموحة للتحوّل إلى مركز عالمي في مجال الروبوتات. وتحتضن المدينة أكثر من 1600 شركة متخصصة في هذا القطاع.
وحققت المدينة إنجازًا لافتًا آخر الأسبوع الماضي، حين أطلقت شركة ناشئة مشروعًا تجريبيًا لتشغيل روبوتات توصيل تستقل قطارات المترو لإعادة تزويد متاجر 7-Eleven داخل المحطات، في تجربة هي الأولى من نوعها عالميًا.
نقلة نوعية في مستقبل الصناعة والخدمات
بفضل قدراتها التقنية المتقدمة، تُثبت الصين يومًا بعد يوم أنها على أعتاب قيادة الثورة القادمة في عالم الروبوتات الشبيهة بالبشر، ما قد يغيّر شكل الصناعة والخدمات في السنوات القليلة المقبلة.




