الإتقان لا التسرع: الفجوة القيادية في عصر الذكاء الاصطناعي

رغم أن أكثر من 75٪ من المؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي في واحدة من وظائفها، إلا أن 1٪ فقط تصف نفسها بأنها “ناضجة” تمامًا في استخدامه، وفقًا لاستطلاع حديث أجرته شركة “ماكينزي”. الفجوة واضحة، لكن ليست في الأدوات أو النماذج… بل في القيادة.

من المعرفة إلى الإتقان

القيادة في زمن الذكاء الاصطناعي لم تعد تعتمد على الإلمام بالمصطلحات أو عروض التجريب؛ بل على القدرة على طرح الأسئلة الجوهرية، واتخاذ قرارات مستنيرة وسط تغيّر تقني متسارع. وفق تقرير نشرته “الشرق الأوسط”.

تريسي شين، صاحبة خبرة تمتد لأكثر من 30 عامًا في توجيه القيادات التنفيذية، تؤكد أن الإتقان هو التحدي التالي الكبير. في بيئة تتغيّر بسرعة غير مسبوقة، الحوارات الاستراتيجية أهم من التجارب السطحية.

5 خطوات لبناء قيادة ناضجة في عصر الذكاء الاصطناعي

1. النقاش أولًا.. لا التجريب

قبل تجربة أي أداة ذكاء اصطناعي، يجب على القادة طرح أسئلة جوهرية تتعلق بالحَوْكَمة، والأخلاقيات، وحقوق البيانات، وتأثير التكنولوجيا على العملاء والموظفين. غياب هذا النقاش يعني إنتاج أدوات لا يفهمها الفريق ولا يثق بها العملاء.

2. محاكاة التعامل مع الأزمات

بدلًا من ورش العمل التقليدية، اقترح تنفيذ “تدريبات على التعامل مع الحرائق” – سيناريوهات أزمة تحاكي تسريبات بيانات أو إخفاقات تقنية. الهدف: اختبار سرعة استجابة الفريق وكشف الثغرات قبل أن تتحول إلى أزمات فعلية.

3. الإتقان على حساب السرعة

التحرك بدافع “الخوف من تفويت الفرصة” يؤدي غالبًا إلى قرارات متسرعة وتجارب غير مدروسة. أما الإتقان، فيعني بناء استراتيجيات أبطأ ولكن أكثر عمقًا واستدامة، تُراعي جودة الحل لا مجرد مظهره التقني.

4. تحويل الذكاء الاصطناعي إلى ثقافة تنظيمية

الذكاء الاصطناعي ليس مشروعًا إضافيًا، بل يجب أن يُدمج في ثقافة المنظمة. عبر:

  • تدريب مستمر لكل الموظفين.
  • مراجعة دور الذكاء الاصطناعي في تجربة العميل.
  • تخصيص جلسات دورية على مستوى مجلس الإدارة لمناقشة مستجدات الذكاء الاصطناعي.
  • دمج المسؤولية الأخلاقية كجزء من الثقافة، لا من ملف الحوكمة فقط.

5. اطرح الأسئلة.. لا المصطلحات

القادة الناجحون في هذا العصر لا يحتاجون إلى شهادة متخصصة في تعلم الآلة، بل إلى فضول، وشجاعة، واستعداد دائم للتعلم. من الأفضل التخلص من المصطلحات المعقدة وبدء حوارات صادقة، والتجريب المشترك، والاعتراف بعدم امتلاك كل الأجوبة.

الختام: القيادة تبدأ من الأسئلة

الذكاء الاصطناعي ليس “القسم الجديد” في الشركة، بل هو “العمل الجديد كالمعتاد”. الفِرق التي تطرح الأسئلة الصحيحة، وتبني على الإتقان لا التسرع، هي من سترى الفرص التي يغفل عنها الآخرون.

أما البقية؟ فربما تنتهي بأدوات لا يثق بها أحد.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى
المقالات: 967

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *