مشاركة بيانات حساسة دون قصد
أصبح استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل أمراً شائعاً، إلا أن التعامل الخاطئ معها قد يعرض خصوصية الأفراد والشركات للخطر. من أبرز الأخطاء الشائعة مشاركة بيانات حساسة مثل عقود العملاء أو الأفكار السرية عند استخدام أدوات مثل “شات جي بي تي”، ما قد يؤدي إلى تسرب غير مقصود لتلك المعلومات.
ورغم أن بعض الشركات التقنية توفر أدوات مؤسسية تضمن عدم تخزين البيانات، فإن هذه الحماية تبقى رهناً بسياسات الخصوصية التي قد تتغير. وفي بعض الحالات، قد يؤدي إرسال معلومات حساسة لأداة ذكاء اصطناعي إلى انتهاك قوانين مثل “HIPAA” و”GDPR”، مما يعرض المستخدمين والشركات لعقوبات قانونية ومهنية.
خطر المعلومات الخاطئة والمضللة
واحدة من أبرز تحديات استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل تتمثل في اعتمادها على التنبؤ، لا على التحقق من الحقائق. “شات جي بي تي” قد ينتج معلومات خاطئة لكنها تبدو مقنعة، وقد يستخدم مصادر غير حقيقية أو يقدم بيانات مغلوطة في تقارير أو عروض تقديمية.
ولهذا السبب، لا يُنصح بنسخ المخرجات واستخدامها مباشرة دون مراجعة دقيقة، إذ قد تضر بالمصداقية وتؤثر سلباً على سمعة المؤسسة.
التحيز في المخرجات والتوظيف
تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي على قواعد بيانات ضخمة، ما يجعلها عرضة لتمرير تحيزات موجودة في المحتوى الأصلي. هذه التحيزات قد تظهر في عمليات التوظيف، أو تصنيف السير الذاتية، أو حتى في تقييم الأداء، مما قد يؤدي إلى استبعاد غير عادل لأشخاص من خلفيات معينة.
في بعض الحالات، تؤدي محاولات تصحيح التحيز إلى نتائج عكسية، كما حصل مع روبوت “غروك” التابع لشركة “xAI”، الذي كرر مزاعم غير دقيقة وتسبب بأزمة إعلامية.
انحراف المحادثات وسوء التوجيه
ميزة “الذاكرة” أو تتبع الجلسات المستمرة في أدوات الذكاء الاصطناعي قد تسبب انحرافاً في التوجيهات. تكرار المستخدم لمواقف سلبية أو آراء شخصية قد يدفع الأداة إلى تبني توجه معين دون حياد، مما يضر بالقرارات التي تُبنى على تلك التوصيات، خاصة في قطاعات مثل الموارد البشرية أو الإدارة التنفيذية.
أخطاء المستخدمين وتأثيرها الفادح
في حالات كثيرة، يقع الخطر ليس في الأداة بل في طريقة استخدامها. بعض التطبيقات مثل “Llama” عرضت محتوى المستخدمين للعلن دون علمهم، مما تسبب في تسرب معلومات شخصية أو حساسة.
وقد يؤدي تشغيل أدوات تسجيل ملاحظات الاجتماعات دون إعلام الحاضرين إلى مواقف محرجة، بل وأحياناً إلى إجراءات إدارية قاسية، مثل الطرد أو المساءلة.
الملكية الفكرية ومخاطر المحتوى المولّد
إنتاج صور أو شعارات أو نصوص باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي قد يعرّض المستخدمين لانتهاك حقوق النشر، خاصة إذا كانت الأداة تدربت على محتوى محمي. وقد تورطت بالفعل شركات كبرى مثل “ديزني” و”نيويورك تايمز” في دعاوى قانونية ضد مطوري أدوات الذكاء الاصطناعي لهذا السبب.
في ظل غياب تشريعات واضحة تنظم العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والملكية الفكرية، يُفضل استشارة المستشار القانوني قبل استخدام أي محتوى مولّد في بيئة عمل رسمية.
ختاماً
رغم أن “شات جي بي تي” وأدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت أدوات لا غنى عنها في العمل، فإن استخدامها يتطلب وعياً أمنياً وقانونياً. فالتعامل غير المدروس معها قد يؤدي إلى مشكلات لا تحمد عقباها على المستوى الشخصي والمهني.




