استثمارات بمليارات الدولارات وتوجه جديد يركز على الإنسان لا الوظيفة
كشف مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا بلاتفورمز”، عن ملامح جديدة لمشروع شركته في مجال الذكاء الاصطناعي الخارق، مشيرًا إلى أن المشروع سيتخذ مسارًا مختلفًا عن النماذج الحالية المطورة من قبل شركات أخرى.
وقال زوكربيرغ، في مقطع فيديو نشره على حسابه بمنصة “فيسبوك”، إن مختبر “ميتا” يركّز على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي خارق يُفصّل وفق احتياجات كل شخص وأولوياته الشخصية، بدلًا من الاعتماد فقط على النماذج العامة أو تلك التي تستهدف أتمتة الوظائف.
الذكاء المنطقي.. المحطة التالية في التطور
وأوضح زوكربيرغ أن الشهور الماضية شهدت لمحات أولية من قدرة النماذج الحديثة على تطوير ذاتها، وهو ما يعتبره مؤشرًا على اقتراب مرحلة “الذكاء المنطقي” أو ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي الخارق، معتبرًا أنها المحطة التالية في مسار التطور التقني.
وأشار إلى أن السؤال المحوري الآن لم يعد “هل سنصل إلى الذكاء الخارق؟”، بل أصبح: “إلى ماذا يجب أن نوجه هذا الذكاء؟”
تأثير شخصي يتجاوز الجوانب الاقتصادية
وعلى الرغم من التفاؤل الواسع بشأن الفوائد الاقتصادية والعلمية للذكاء الاصطناعي، شدد زوكربيرغ على أن البُعد الأهم لهذا التطور هو تأثيره على الحياة الشخصية للناس، مؤكدًا أن الذكاء الخارق الذي تطوره “ميتا” سيساعد كل فرد على أن يصبح أكثر فاعلية في عمله وحياته، سواء كأصدقاء أو أشخاص يسعون للتحسن الذاتي، حسب رؤيتهم الخاصة.
وأضاف: “الهدف ليس فقط أتمتة المهام، بل تمكين الأفراد من استخدام هذه القوة الجديدة في ما يعتبرونه مهمًا لحياتهم، حتى وإن كانت هذه الأمور شديدة الخصوصية”.
استثمارات هائلة لبناء البنية التحتية المستقبلية
وتخطط “ميتا” لاستثمار نحو 65 مليار دولار خلال عام 2025 لتطوير مراكز البيانات واستقطاب أفضل الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي. كما تعهد زوكربيرغ في منشور سابق عبر منصة “ثريدز” باستثمار مئات المليارات خلال السنوات المقبلة لدعم هذا التوجه الطموح.
نقل الذكاء الخارق إلى أيدي المستخدمين
وفيما تتجه معظم شركات التقنية نحو نماذج تستهدف أتمتة الأعمال والمهن، تؤكد “ميتا” أنها تعمل على نقل الذكاء الخارق إلى أيدي المستخدمين، بحيث يستفيد منه كل فرد بشكل شخصي وفريد، بعيدًا عن مجرد استبدال العامل البشري.
واعتبر زوكربيرغ أن التكنولوجيا لطالما غيّرت طبيعة حياة البشر، مشيرًا إلى أن قبل 200 عام كان 90% من البشر يعملون في الزراعة، أما الآن فلا تتجاوز النسبة 2%، وهو ما أفسح المجال أمام الإبداع والثقافة والاستمتاع بالحياة.
الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الترفيه والثقافة
وتوقع زوكربيرغ أن يتحول الذكاء الاصطناعي تدريجيًا إلى ركيزة أساسية في مجالات الإبداع والترفيه والتواصل، بدلًا من التركيز الحصري على الإنتاجية، مؤكدًا أن هذه المجالات ستكون الساحة الأهم لتطبيق الذكاء الخارق في المستقبل القريب.
النظارات الذكية.. الحاسوب الجديد في جيبك
واختتم زوكربيرغ تصريحاته بالإشارة إلى مستقبل الأجهزة الذكية، قائلاً إن النظارات الذكية التي “ترى وتسمع وتفهم” ما يدركه الإنسان ستكون هي الشكل الجديد للحواسيب في حياة البشر، ما يعزز التكامل بين الإدراك البشري والتقنية المتقدمة.




