الصين تعلن التحدي في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي: منافسة مفتوحة مع الولايات المتحدة

من شنغهاي إلى العالم.. بكين تعرض رؤيتها للسيادة التكنولوجية وتؤسس منظمة دولية بقيادتها

في مشهد لافت من قلب شنغهاي، خلال المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي، وجّهت الصين رسالة واضحة للعالم: الذكاء الاصطناعي سيكون ساحة التفوق الجديدة، وبكين تنوي قيادتها. وسط الروبوتات الراقصة والشخصيات الرمزية المستقبلية، كشفت الصين عن خطط طموحة لمنافسة الولايات المتحدة، ليس فقط في تقنيات البرمجيات، بل في تحديد قواعد اللعبة العالمية.

روبوتات صينية تنافس الأفضل بتكلفة أقل

في بداية 2025، طرحت شركة “ديب سيك” الصينية الناشئة روبوت دردشة متقدم يُضاهي أبرز النماذج الأميركية، ولكن بتكلفة أقل بكثير. هذه الخطوة عززت موقع الصين كلاعب جاد في السباق، وهو ما دفع عملاق الشرائح “إنفيديا” لطلب 300 ألف شريحة H20 من تايوان لتلبية الطلب المتزايد.

ويقول ستيفن هاي، أستاذ الابتكار التكنولوجي بجامعة جياوتونغ-ليفربول: “الصين والولايات المتحدة تتنافسان بسرعة فورمولا 1، ولا يمكن تحديد الفائز بشكل ثابت في قطاع يتطور بهذه الوتيرة”.

الصين تتفوق في الأوزان المفتوحة وتغزو الأسواق الناشئة

واحدة من أهم مزايا النماذج الصينية المتقدمة، وفق الرئيس التنفيذي السابق لـ”غوغل” إريك شميت، أنها تأتي بأوزان مفتوحة ومفتوحة المصدر، ما يعني إمكانية تعديلها من قبل أي دولة وفق احتياجاتها.

ويرى جورج تشين من “ذي اجيا غروب” أن هذه المرونة، إلى جانب التكلفة المنخفضة نسبياً للبرمجيات والأجهزة الصينية من شركات مثل “هواوي”، قد تجعل النماذج الصينية الخيار المفضل في الدول النامية. بالفعل، بدأت منغوليا وكازاخستان وباكستان الاستفادة من نموذج “ديب سيك” لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي خاصة بها.

الهيمنة الأميركية مهددة رغم الريادة التقنية

ورغم أن شركات أميركية مثل “غوغل” و”أوبن إيه آي” لا تزال في الصدارة، فإن 78% من النماذج الصينية تُعتبر “متطورة” مقارنة بـ70% للنماذج الأميركية، حسب معهد “إي بوش إيه آي”.

وتسعى بكين لأن تصبح “مركزاً عالمياً للابتكار في الذكاء الاصطناعي” بحلول عام 2030، وفق رؤيتها الرسمية. في المقابل، تؤكد شخصيات أميركية رفيعة مثل براد سميث، رئيس “مايكروسوفت”، أن الانتشار العالمي الفعلي للتكنولوجيا هو العامل الحاسم في تحديد الطرف المهيمن.

مشاكل الثقة والرقابة تلاحق النماذج الصينية

رغم التقدم الصيني، تواجه شركات الذكاء الاصطناعي الصينية مشكلة الثقة العالمية، بسبب الرقابة التي يفرضها الحزب الحاكم على هذه النماذج. وأشار محللون إلى أن بعض الشركات، مثل “زيبو”، لديها علاقات وثيقة بالسلطات الصينية، مما أثار مخاوف لدى “أوبن إيه آي” من محاولة بكين فرض معاييرها الخاصة على الأسواق الناشئة.

كما تتهم تقارير عدة بعض الشركات الصينية باستغلال ثغرات في قوانين التصدير للحصول على شرائح وتقنيات متقدمة عبر طرق غير تقليدية.

الصين تؤسس منظمة دولية للذكاء الاصطناعي بقيادتها

في خطوة تحمل رسائل سياسية واقتصادية، أعلن رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ عن تأسيس منظمة دولية جديدة للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، تقودها الصين. وتعهّد بمشاركة التكنولوجيا مع الدول النامية، في تناقض واضح مع سياسة الاحتكار التكنولوجي التي تتبعها بعض الدول الغربية.

لكن حتى الآن، لم يتم الكشف عن تفاصيل المنظمة الجديدة أو أعضائها المحتملين، رغم طلبات إعلامية رسمية من جهات دولية.

لا فائز حتى الآن في سباق الذكاء الاصطناعي

تختم غريس شاو، المحللة المتخصصة في الشأن الصيني، بقولها: “الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولى، وببساطة، من المبكر جداً تحديد من سيفوز في النهاية”.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1319

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *