كشفت دراسة حديثة عن تأثير سلبي غير متوقع لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل، رغم التوسع العالمي في الاستثمار بها من قِبل الشركات.
الذكاء الاصطناعي يقلل الإنتاجية بدلًا من رفعها
ووفقًا لما نشرته مجلة «فورتشن» الأميركية، فقد أجرت شركة البرمجيات “كويك بيز” دراسة شملت 2000 موظف يعملون في 10 قطاعات مختلفة، وأظهرت النتائج أن أكثر من نصف المشاركين أكدوا أن أدوات الذكاء الاصطناعي تجعلهم أقل إنتاجية.
إهدار الوقت في البحث والإرهاق من كثرة الأدوات
وأوضح 60٪ من الموظفين أنهم يقضون 11 ساعة أو أكثر أسبوعيًا في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للبحث عن المعلومات، ما يعادل أكثر من ربع وقت العمل الأسبوعي، الأمر الذي يؤثر سلبًا على الأداء العام.
كما أفاد نحو 90٪ من المشاركين بأنهم يعانون من الإرهاق اليومي بسبب تعدد البرامج والأدوات التقنية التي يحتاجون إليها لإتمام المهام، في ظل تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية.
الخدمات المالية والمهنية الأكثر تضررًا
أشارت نتائج الدراسة إلى أن العاملين في قطاعات الخدمات المالية، والتأمين، والخدمات المهنية هم الأكثر شعورًا بالتعب والإرهاق من الاستخدام المكثف للتقنيات الحديثة، مقارنة بموظفي القطاعات الأخرى.
حلول مقترحة لتحسين بيئة العمل
وطرحت الدراسة عدة توصيات لتجاوز هذه الإشكالية، أبرزها إجراء مراجعة شاملة للأدوات التقنية المستخدمة داخل المؤسسات، بهدف تقليص الأدوات الزائدة عن الحاجة والتركيز على الفعالة منها فقط.
كما شدد الباحثون على أهمية تعيين مسؤول مختص للإشراف على الأنظمة التكنولوجية، ووضع خطة واضحة لكيفية استخدامها، لضمان عدم إهدار وقت الموظفين في التعامل العشوائي مع الأدوات التقنية.
وتؤكد هذه الدراسة الحاجة لإعادة النظر في أساليب دمج الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل، بحيث يكون وسيلة لتعزيز الكفاءة، لا عبئًا إضافيًا على الموظفين.




