مخاوف من نقل بيانات أميركية إلى الجيش الصيني عبر نماذج “ديب سيك”
طالب سبعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الجمهوري، وزارة التجارة الأميركية بإجراء تقييم شامل للمخاطر الأمنية التي قد تنجم عن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية مفتوحة المصدر، وعلى رأسها نماذج شركة “ديب سيك” (DeepSeek) الناشئة.
دعوات للكشف عن التهديدات وسرية البيانات
وجّه أعضاء الشيوخ، بقيادة السيناتور تيد باد، رسالة رسمية إلى الوزارة يطلبون فيها تفصيل التهديدات المحتملة المرتبطة بالبيانات التي يتم جمعها عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي الصينية، خاصة تلك التي ترسل معلوماتها إلى خوادم داخل الصين.
كما شددت الرسالة على ضرورة التحقق من ما إذا كانت تلك النماذج تُستخدم في نقل بيانات أميركية حساسة، سواء كانت شخصية أو تتعلق بمؤسسات حكومية، إلى الجيش الصيني أو إلى شركات تربطها علاقات عسكرية أو استخباراتية ببكين.
تشريعات مقترحة لحظر نماذج “ديب سيك”
في خطوة استباقية، تقدّم أعضاء مجلس الشيوخ بمشروعات قوانين مدعومة من الحزبين تهدف إلى منع استخدام أي من منتجات “ديب سيك” داخل أجهزة أو شبكات الحكومة الفيدرالية، وكذلك حظر استخدامها من قِبل المتعاقدين الفيدراليين في عقود الحكومة.
وتطالب الرسالة أيضًا وزارة التجارة بالكشف عن أي حالات وصول غير قانوني من قبل هذه النماذج إلى أشباه الموصلات المحظورة على التصدير بموجب القوانين الأميركية، بالإضافة إلى احتمال انتهاك الشروط الخاصة بالنماذج الأميركية مفتوحة المصدر من أجل تعزيز القدرات الصينية.
اتهامات سابقة ضد “ديب سيك”
وكان وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قد صرّح في يناير أن شركة “ديب سيك” ربما تكون قد اختلست تكنولوجيا أميركية متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، متوعدًا بفرض قيود صارمة على الشركة.
وفي تقرير سابق نشرته وكالة “رويترز” في يونيو، قال مسؤول أميركي كبير إن “ديب سيك” تقدم دعمًا مباشرًا للعمليات العسكرية والاستخباراتية الصينية، واتهمها باستخدام شركات وهمية في جنوب شرق آسيا لشراء أشباه موصلات متقدمة يُحظر تصديرها إلى الصين.
صعود سريع ومثير للجدل
أثارت “ديب سيك”، ومقرها مدينة هانغتشو الصينية، ضجة كبيرة في الأوساط التقنية بداية العام الجاري، بعدما أعلنت أن نماذجها الاستدلالية تضاهي – بل وتتفوّق على – أداء أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي الأميركية، وكل ذلك بتكلفة أقل بكثير.
ورغم هذه المزاعم، يرى مسؤولون أميركيون أن هذا التفوق المزعوم قد يكون مبالغًا فيه، ويعتمد في جوهره على تكنولوجيا مصدرها الولايات المتحدة، ما يُغذّي القلق داخل واشنطن بشأن الاستغلال الصيني للتقنيات الأميركية في ظل التنافس العالمي المتصاعد على الذكاء الاصطناعي.




