أظهر بحث حديث أن استخدام الأطباء لأدوات الذكاء الاصطناعي لتسجيل ملاحظات المرضى يساهم في توفير الوقت، لكنه يحمل مخاطر تتعلق بالدقة والاعتماد المفرط عليها.
أجرى باحثون في جامعة أوتاجو مسحًا شمل نحو 200 من العاملين في القطاع الصحي، حيث تبين أن 40% منهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي في تدوين ملاحظات المرضى، مع وجود تحديات تتعلق بالدقة، والمسائل القانونية والأخلاقية، وأمان البيانات، وموافقة المرضى، وتأثير ذلك على العلاقة بين الطبيب والمريض. وفق تقرير نشره “راديو نيوزيلندا”.
قالت الأستاذة في الأخلاقيات الحيوية، أنجيلا بالانتاين، قائدة البحث، إن حوالي ثلاثة أرباع الأطباء الذين يستخدمون هذه الأدوات وجدوا أنها مفيدة، حيث توفر وقتًا يتراوح بين نصف ساعة وساعتين يوميًا، وتحسن العلاقة مع المرضى من خلال تقليل الحاجة لتدوين الملاحظات أثناء الحديث معهم.
ملاحظات الذكاء الاصطناعي
لكنها أضافت أن بعض الأطباء اشتكوا من أن الملاحظات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي قد تكون طويلة جدًا، أو تحتوي على أخطاء أو «هلوسات» يصعب اكتشافها، وأحيانًا لا تعكس الجوهر الحقيقي للمحادثة أو تفوت نتائج حرجة.
أعربت بالانتاين عن قلقها من أن الاعتماد المتزايد على هذه الأدوات قد يؤدي إلى تقليل مهارات التفكير النقدي لدى الأطباء الشباب، مشيرة إلى أن كتابة الملاحظات السريرية ليست مجرد عمل إداري، بل هي عملية عقلية تتطلب التفكير والتحليل.
وأوضحت أن الأطباء يقومون حاليًا بمراجعة وتعديل الملاحظات بدقة، لكنها تخشى أن يتراخى ذلك مع الوقت بسبب الاعتياد. وطالبت بوضع إرشادات وتنظيمات واضحة بشأن موافقة المرضى وأنواع البرمجيات المستخدمة.
الرقابة ضرورية
وحسب المسح، فإن نحو ثلثي الأطباء قرأوا شروط وأحكام استخدام البرمجيات، بينما أبلغ 60% منهم أنهم يطلبون موافقة المرضى على استخدام هذه الأدوات.
وأكدت بالانتاين أن الذكاء الاصطناعي لن يختفي، مما يجعل التنظيم والرقابة أمرًا ضروريًا لضمان الاستخدام الأمثل، خاصة في ظل الضغط الكبير على مقدمي الرعاية الصحية.
وكانت وزارة الصحة في نيوزيلندا، قد أقرت استخدام أداتين للذكاء الاصطناعي في تدوين الملاحظات السريرية، وهما “هايدي هيلث” و”آي ميد إكس”، ومن المتوقع أن تصدر هيئة الطب الإرشادات اللازمة لموافقة المرضى خلال العام الجاري.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الصحة
في ظل التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يتوقع الخبراء أن يصبح دور هذه الأدوات في القطاع الصحي أكثر تكاملًا وفعالية، مما يسهم في تحسين جودة الرعاية الطبية وتقليل الأخطاء البشرية. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان تحقيق توازن بين الاستفادة من هذه التقنيات والحفاظ على المهارات الإنسانية الأساسية مثل التفكير النقدي والقدرة على اتخاذ القرارات السريرية المستقلة.




