السباق نحو الذكاء الاصطناعي العام (AGI) والذكاء الخارق: بين الواقع والطموحات المستقبلية
في ظل تسارع التنافس بين عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة والصين نحو تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، يحذر الخبراء من أن الضجيج الإعلامي قد يسبق التقدم العلمي الحقيقي، وفق تقرير دان ميلمو ودارا كير في صحيفة الجارديان.
خطوة كبيرة ولكن ليست قفزة نهائية
وصف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، التحديث الأخير لنموذج ChatGPT (الجيل الخامس) بأنه “خطوة مهمة على طريق AGI”، لكنه أقر بوجود نقص جوهري في قدرة النظام على التعلم المستمر بعد الإطلاق، مما يعني أن النظام رغم تطوره، لم يصل بعد إلى الاستقلالية الكاملة لأداء وظيفة الإنسان بشكل دائم.
المنافسة بين عمالقة التقنية
تتنافس شركات مثل Meta التابعة لمارك زوكربيرغ، وGoogle، وAnthropic، على تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة، حيث أعلنت Google عن نموذج جديد يحاكي بيئة العالم الحقيقي، فيما أطلقت Anthropic تحديثًا لنموذج Claude Opus 4. في حين يرى بعض المحللين أن السباق نحو AGI ما زال في مرحلة التجربة النظرية مع غموض كبير حول كيفية تحقيقه عمليًا.
AGI بين التجربة العلمية والواقع التجاري
يصف بنيديكت إيفانز، محلل التكنولوجيا، مفهوم AGI بأنه “تجربة فكرية” أكثر من كونه تقنية ملموسة، مشيرًا إلى عدم وجود نموذج نظري واضح يشرح كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصل إلى مستوى ذكاء عام مثل الإنسان. بالمقابل، يؤمن آарон روزنبرغ، شريك في شركة رأس المال الاستثماري Radical Ventures، بأن تحقيق AGI بمستوى أداء يعادل 80% من مهام الإنسان الاقتصادية الرقمية قد يكون ممكنًا خلال خمس سنوات قادمة.
واقع الربحية والنجاحات الحالية
على الرغم من أن AGI لم يتحقق بعد، إلا أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي الحالية تحقق أرباحًا ضخمة، حيث سجلت OpenAI إيرادات سنوية متكررة تبلغ 13 مليار دولار، وتُقدر قيمتها السوقية بنحو 500 مليار دولار، متجاوزة شركات كبرى مثل SpaceX. وفق تحليل مطول نشرته الجارديان البريطانية.
تحذيرات من تضخيم التوقعات
ينبه الخبراء مثل ديفيد بادر، مدير معهد علوم البيانات في نيوجيرسي، إلى أن الحديث عن “الذكاء الخارق” قد يكون تسويقًا أكثر منه تقدمًا تقنيًا، مؤكدًا أن الأنظمة الحالية لم تتجاوز بعد حدود الذكاء البشري في جميع المجالات المعرفية.
الإنفاق الهائل في سباق الذكاء الاصطناعي
وبحسب تقرير “الجارديان”، تخطط شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى مثل Google وMeta ومايكروسوفت وأمازون لإنفاق ما يقرب من 400 مليار دولار هذا العام على تطوير الذكاء الاصطناعي، وهو مبلغ يفوق إنفاق الاتحاد الأوروبي على الدفاع، مما يعكس حجم المنافسة والتنافس على الريادة.
السباق العالمي يشمل الصين
لم يعد السباق مقتصرًا على الولايات المتحدة فقط، بل يشمل الصين التي تطور نماذج متقدمة مثل DeepSeek R1 التي تنافس أفضل نماذج OpenAI، ويستخدم عملاق النفط السعودي أرامكو تقنيات DeepSeek لتعزيز كفاءة مراكز البيانات الخاصة به.
أهمية الاعتماد العالمي لتقنية الذكاء الاصطناعي
أوضح براد سميث، رئيس مايكروسوفت، في جلسة استماع بالكونغرس الأمريكي، أن عامل تبني التكنولوجيا على نطاق عالمي هو الحاسم في تحديد من سيفوز في هذا السباق، مشيرًا إلى تجربة شركات مثل هواوي مع شبكات الجيل الخامس.
المستقبل القريب للذكاء الاصطناعي
رغم الجدل حول إمكانية تحقيق الذكاء الاصطناعي العام والذكاء الخارق، يرى آарон روزنبرغ أن الاتجاه يتجه بقوة نحو ذلك، قائلاً: “قبل خمس سنوات كان الحديث عن AGI شبه مستهجن، والآن أصبح الاعتراف به كمسار واقعي هو السائد”.




