استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية
تعهدت الصين بتكثيف جهودها لترسيخ دور البنية التحتية الرقمية كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي، بعد الانتشار السريع لشبكات الجيل الخامس، الذي ساهم في رفع قدراتها الحاسوبية إلى المرتبة الثانية عالميًا بعد الولايات المتحدة.
تصريحات رسمية حول المرحلة المقبلة
قال ليو ليهونغ، مدير المكتب الوطني للبيانات، خلال مؤتمر صحفي في بكين، إن تطوير البنية التحتية للبيانات لا يزال في مراحله الأولى، مؤكدًا أن الصين ستواصل نشر مرافق واسعة النطاق وتعزيز نظام بيئي قائم على السوق لدعم الاقتصاد الرقمي والابتكار التكنولوجي.
وأضاف: “سنواصل بناء بنية تحتية وطنية للبيانات تكون فعّالة، آمنة، ومستقلة، ورائدة عالميًا”، وفقًا لتقرير نشره موقع SCMP.
صناعة البيانات.. محرك جديد للاقتصاد
تحولت صناعة البيانات إلى قطاع محوري في الاقتصاد الرقمي الصيني، إذ بلغ ناتجها العام الماضي 5.86 تريليون يوان (816.4 مليار دولار)، بزيادة 117% عن عام 2020، بحسب بيانات المعهد الوطني لأبحاث تطوير البيانات.
ومن المتوقع أن تحافظ الصناعة على معدلات نمو مرتفعة خلال السنوات المقبلة.
دلتا نهر اليانغتسي مركز الابتكار
في منطقة دلتا نهر اليانغتسي، التي تضم مدنًا كبرى مثل شنغهاي وهانغتشو وسوتشو، تشكل نظام بيئي متعدد المستويات لصناعة البيانات، حيث استحوذت المنطقة على 22.6% من ناتج الصناعة في 2024، واستضافت أكثر من 100 ألف شركة.
نمو متسارع في القدرات الحاسوبية
استثمرت الصين بكثافة في تعزيز قدراتها الحاسوبية خلال السنوات الخمس الماضية. وتشير التقديرات إلى أن قدرات الحوسبة العامة ستنمو بنسبة 20% هذا العام، بينما ستقفز القدرات الحاسوبية الذكية بنسبة 43%.
كما يتوقع التقرير أن تنمو قدرات الحوسبة الذكية في الصين بمعدل سنوي مركب يبلغ 46.2% بين 2023 و2028، مقارنة بـ18.8% فقط للحوسبة العامة.
سباق مفتوح مع الولايات المتحدة
أصبح الذكاء الاصطناعي ساحة صراع رئيسية بين بكين وواشنطن. ففي حين تكثف الصين استثماراتها، تسعى الولايات المتحدة إلى الحد من انتشار نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية وتشديد ضوابط تصدير الرقائق المتقدمة.
وكان البيت الأبيض قد أعلن الشهر الماضي أول استراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعي منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة، متعهدًا بفرض قيود إضافية على الشركات الصينية.
شركات صينية تتحدى “وادي السيليكون”
في المقابل، حققت شركات صينية محلية مثل ديب سيك للذكاء الاصطناعي تقدمًا لافتًا بعد إطلاق نموذج لغة ضخم منخفض التكلفة وعالي الأداء، نافس في بعض الجوانب شات جي بي تي، ما أعاد تسليط الضوء على القوة التنافسية للصين في مضمار الذكاء الاصطناعي العالمي.




