الموظفون يرحبون بالذكاء الاصطناعي ويطالبون بساعات صمت رقمية في بيئات العمل

نصف الموظفين يفضلون وقت تركيز خالٍ من المشتتات

مع تسارع تبنّي أدوات الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل حول العالم، كشف تقرير حديث عن أن الموظفين لا يرفضون التكنولوجيا الحديثة، بل يسعون للحصول على فسحة هادئة بعيدًا عن التنبيهات والمراسلات الرقمية المستمرة.

وأظهرت بيانات شركة تويليو أن نحو 47% من الموظفين يمنحون أولوية كبيرة لوقت تركيز خالٍ من المشتتات، بينما أشار حوالي 36% منهم إلى رغبتهم في تخصيص “ساعات صمت رقمية” رسمية من قبل الشركات.

الأجيال الشابة تفضل مساحات رقمية آمنة

وأفاد التقرير بأن هذا التوجه يزداد وضوحًا بين الأجيال الشابة، حيث أكد 44% من الموظفين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا أنهم يفضلون الانضمام إلى شركات توفر لهم مساحات رقمية آمنة بعيدًا عن الإشعارات المتواصلة، بحسب موقع “TechRadar”.

ويُعزى هذا التوجه إلى رغبة الموظفين في تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية، والحد من الضغوط الناتجة عن التواصل الرقمي المستمر.

الضغوط الرقمية وتأثيرها على الإنتاجية

مع انتشار نماذج العمل الهجين، أقر 38% من الموظفين أنهم يشعرون بضغوط بسبب البقاء متصلين دائمًا. كما أشار 47% من الفئة العمرية بين 26 و30 عامًا إلى أن الرد المستمر على الرسائل الإلكترونية والنصية يعيق إنتاجيتهم ويؤثر على جودة عملهم.

وفي هذا السياق، أكد سام ريتشاردسون، المدير التنفيذي لشركة تويليو في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ، أن التوقف الرقمي قد يكون الحل الأمثل لمواجهة بيئة العمل المستمرة، والتي تؤدي إلى تراجع الإنتاجية وزيادة الضغوط، بل وحتى الإضرار بثقافة المؤسسة.

الجمعة.. يوم الصمت المفضل للموظفين

أشارت البيانات إلى أن 44% من الموظفين يفضلون جعل يوم الجمعة مساحة هادئة لإنهاء الأعمال قبل عطلة نهاية الأسبوع، مقابل 29% فقط اختاروا يوم الاثنين كبداية هادئة للأسبوع.

ويعكس هذا الخيار رغبة الموظفين في تنظيم الوقت بطريقة تزيد من تركيزهم وإنتاجيتهم، بعيدًا عن ضغط الرسائل والمكالمات المستمرة خلال أيام العمل.

نصائح للشركات في عصر الذكاء الاصطناعي

مع زيادة اعتماد المؤسسات على الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي، يُنصح الشركات بتطبيق سياسات توازن بين متطلبات التركيز وحاجات الموظفين للراحة الرقمية. وتشمل هذه السياسات تحديد أوقات محددة للرد على الرسائل، وإتاحة ساعات صمت رسمية، وإنشاء مساحات رقمية آمنة لتقليل التشتت وزيادة الإنتاجية.

كما يُنصح بإشراك الموظفين في وضع سياسات رقمية مرنة تتناسب مع طبيعة العمل، مع مراعاة تقديم الدعم النفسي وتنظيم أوقات العمل بما يقلل الضغوط ويحافظ على ثقافة الشركة الإيجابية.

الذكاء الاصطناعي كأداة دعم وليس عبئًا

ويشير التقرير إلى أن الموظفين لا يعارضون الذكاء الاصطناعي، بل يرون فيه أداة لتعزيز الإنتاجية، شرط أن تُطبق في بيئة عمل تحترم حاجتهم للهدوء والتركيز. ويأتي ذلك في وقت يتوقع فيه العملاء خدمات على مدار الساعة، مما يفرض على الشركات الموازنة بين التكنولوجيا ورفاهية الموظفين لضمان الأداء المستدام.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1319

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *