انطلاقة عربية جديدة في الذكاء الاصطناعي
من قلب المملكة العربية السعودية، تطلق شركة هيومين (Humain) نموذجها التأسيسي للذكاء الاصطناعي “علّام”، ليصبح أول نموذج عربي تم تطويره وتدريبه بالكامل داخل المملكة، مع قدرة على فهم اللغة العربية الفصحى واللهجات المحلية بدقة عالية.
الرئيس التنفيذي للشركة، طارق أمين، وصف المشروع بأنه دليل على قدرة العالم العربي على الابتكار والبناء والمنافسة عالميًا، مؤكدًا أن “علّام” ليس مجرد نموذج لغة ضخم آخر، بل يمثل رسالة ثقافية وتقنية للعالم.
فريق بحثي سعودي من 40 دكتوراه
قاد المشروع فريق مكون من 40 باحثًا يحملون شهادة الدكتوراه، جميعهم مقيمون في السعودية، وعملوا بسرية تامة لتطوير نموذج يتفهم حاجات المستخدمين المحليين بدقة أكبر، مع مجموعات بيانات خاصة لن تُطرح على الإنترنت العام، مما يمنحه عمقًا غير مسبوق في المعرفة المحلية.
تطبيقات عملية واستخدامات حساسة
سيتم إطلاق “علّام” عبر تطبيق HUMAIN Chat المجاني، الذي يشبه “شات جي بي تي” مع تفوّق في اللغة العربية واللهجات السعودية والمصرية والأردنية واللبنانية.
وقد أثبت النموذج كفاءته بالفعل في تطبيقات حساسة مثل نظام “صوتك” لتفريغ محاضر جلسات المحاكم السعودية.
ذكاء اصطناعي مسؤول ومتوافق مع الثقافة
أوضح أمين أن “علّام” يعمل وفق إطار ذكاء اصطناعي مسؤول، مع ضوابط لضمان توافق ردوده مع المعايير الثقافية والاجتماعية والسياسية للمنطقة، قائلاً: “النموذج يشبه الطفل، يحتاج إلى التوجيه والتعليم والصقل ليصبح واعيًا ومسؤولًا”.
شراكات استراتيجية وبنية تحتية متقدمة
حقق المشروع شراكة مع شركة غروك (Groq) في وادي السيليكون، ما مكن من نشر 19 ألف وحدة معالجة لغوية LPU خلال 6 أيام فقط، مما قلل التكلفة بنسبة 60% واستهلت خدمات الاستنتاج بكفاءة عالية مع تقليل استهلاك الطاقة.
البنية التحتية السعودية تدعم حاليًا مستخدمين في 130 دولة، وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.
مشاريع مستقبلية: “هيومين وان” وحاسوب الذكاء الاصطناعي
تستعد “هيومين” لإطلاق HUMAIN One في أكتوبر، لتقديم واجهة نصية وصوتية متقدمة لتنفيذ مهام معقدة، إلى جانب حاسوب هيومين المطور بالشراكة مع كوالكوم، والذي يجمع بين قدرات المعالجة المركزية والرسومية والعصبية لتوفير قوة حوسبة متقدمة للذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي العربي.. من مستهلك إلى مبتكر
تشكل جميع مبادرات “هيومين” جزءًا من رؤية السعودية 2030، حيث يُعتبر الذكاء الاصطناعي ركيزة للنمو الاقتصادي وتمكين المواطنين.
يقول أمين: “المشروع يثبت أن المنطقة قادرة على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي عالمية دون الاعتماد على الابتكار الخارجي”، مما يضع العالم العربي في قلب المنافسة الرقمية العالمية.
