في عصر تتغلغل فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، أصبح ملايين المستخدمين حول العالم يعتمدون على روبوتات الدردشة مثل «تشات جي بي تي» و«كوبايلوت» و«جيميناي» كرفاق افتراضيين، بل وحتى كـ«معالج نفسي» متاح على مدار الساعة. لكن هذه العلاقة المفتوحة تطرح سؤالًا مهمًا: هل محادثاتك تظل سرية فعلاً، أم أنها قابلة للمراقبة والاستخدام بطرق غير متوقعة؟
محادثاتك ليست مشفرة بالكامل
يؤكد خبراء الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، أن منصات الدردشة الحديثة لا توفر التشفير من طرف إلى طرف كما هو الحال في واتساب أو سيجنال. هذا يعني أن الشركات المطورة لهذه الروبوتات قادرة نظريًا وعمليًا على الاطلاع على المحادثات، وتحليلها، وربما مشاركتها مع جهات إنفاذ القانون إذا لزم الأمر.
ويضيف خالد جمال الدين، خبير الذكاء الاصطناعي، وفق تقرير نشره المصري اليوم أن معظم هذه المنصات تجمع بيانات المستخدمين لتطوير نماذجها وتحسين أدائها، كما تُستخدم هذه البيانات لرصد الاتجاهات والسلوكيات أو حتى بيعها لمؤسسات أخرى.
الهجمات السيبرانية على روبوتات الدردشة
لا يقتصر الخطر على الشركات المطورة فقط، إذ يمكن للهاكرز استغلال ثغرات متقدمة مثل (Prompt Injection) لاستخراج بيانات حساسة من روبوتات الدردشة، خاصة إذا كانت مدمجة في أنظمة التشغيل الذكية مثل «أندرويد» و«iOS»، ما يجعل ملفاتك ورسائلك في متناول المهاجمين.
محادثاتك قد تُستخدم ضدك قانونيًا
أوضح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أن محادثاتك مع روبوتات الدردشة قد تُسلم للمحكمة في حال رفع قضية ضدك. وهذا يوضح أن هذه المحادثات لا تحظى بالحماية القانونية نفسها التي يحصل عليها الحديث مع طبيب أو محامٍ.
نصائح لحماية خصوصيتك عند استخدام الذكاء الاصطناعي
لتقليل المخاطر على بياناتك، يقدم خبير الذكاء الاصطناعي خالد جمال الدين مجموعة من الإرشادات:
- تجنب مشاركة المعلومات الحساسة: مثل الرقم القومي، كلمات المرور، الحسابات البنكية، أو البيانات الطبية.
- استخدام بريد إلكتروني منفصل: خصص بريدًا للتعامل مع منصات الذكاء الاصطناعي بعيدًا عن البريد الشخصي أو الوظيفي.
- مراجعة سياسات الخصوصية: فعّل خيار «عدم استخدام المحادثات في التدريب» إذا توفر.
- استخدام نماذج محلية (Self-Hosted): لضمان بقاء البيانات داخل جهازك دون رفعها للسحابة.
- تأمين الجهاز واتصالك بالإنترنت: عبر برامج حماية قوية وشبكة افتراضية خاصة (VPN).
- فصل هويتك عن المحادثة: تجنب الكشف عن معلومات شخصية مباشرة في المحادثات.
- متابعة التطورات القانونية: للبقاء على اطلاع بحقوقك وواجباتك في حماية البيانات والخصوصية الرقمية.




