الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الصناعة العالمية: من العدسات إلى البطاريات

تشهد الشركات الصناعية حول العالم، سواء الناشئة أو العملاقة، تحولًا متسارعًا نحو اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة، في خطوة تهدف إلى رفع الكفاءة وخفض التكاليف وسط تزايد الطلب على المنتجات.

الذكاء الاصطناعي في المراقبة التنبؤية: تجربة Bausch + Lomb

أفاد تقرير لموقع بيزنس إنسايدر أن شركة Bausch + Lomb، الرائدة في تصنيع العدسات اللاصقة، تبنت نظام Atlas من شركة Arena AI عام 2023، لمواجهة تحديات زيادة الطلب.
النظام يعتمد على المراقبة التنبؤية، حيث يتوقع الأعطال ويرسل تنبيهات فورية للصيانة، ما ساعد على مضاعفة القدرة الإنتاجية لملايين العدسات دون توسعات ضخمة.

إدارة ذكية لسلاسل التوريد: Spot & Tango

شركة Spot & Tango، المتخصصة في أغذية الكلاب الطازجة، كانت تواجه صعوبات في تنسيق المواد الخام يدويًا.
لكن مع إدخال أداة AI من شركة Didero، أصبحت 60% من طلبات الشراء تُنفذ تلقائيًا، مما قلل الأخطاء ورفع كفاءة الإنتاج بشكل ملحوظ.

الروبوتات تقلل التكلفة: Prose

شركة Prose لمنتجات العناية الشخصية المخصصة، لجأت إلى الأتمتة عام 2024 عبر روبوتات صناعية وأكثر من 200 خوارزمية لإدارة الإنتاج والتنبؤ بالأعطال.
النتيجة كانت تقليص تكلفة الوحدة من 5 دولارات إضافية إلى أقل من دولار، ورفع الأتمتة إلى 90% في مصانعها الثلاثة.

الرؤية الحاسوبية في مراقبة الجودة: FranklinWH

أما شركة FranklinWH Energy Storage فقد اعتمدت على نظام رؤية حاسوبية متطور في مصنعها بكاليفورنيا، لمراقبة جودة بطاريات الليثيوم-حديد في الوقت الفعلي، ومنع أي عيوب قبل تفاقمها.

استثمارات ضخمة بحلول 2026

بحسب مسح أجرته KPMG في يوليو/تموز، يخطط 77% من قادة التصنيع في ثمانية بلدان لزيادة استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي عام 2026، باعتباره ميزة تنافسية استراتيجية.

تحديات المواكبة والتحول

رغم المكاسب، تواجه الشركات تحديات أبرزها مقاومة الموظفين للتغيير والخوف من فقدان الوظائف. كما أن دقة البيانات والتدريب المستمر يمثلان شرطًا أساسيًا لنجاح الأنظمة الذكية.
وتؤكد تجارب الشركات أن الدور البشري سيبقى محوريًا، لكنه يتجه نحو الإشراف والتحليل بدلًا من التنفيذ المباشر.

الذكاء الاصطناعي.. ضرورة تنافسية وليست خيارًا

النماذج الناجحة من شركات مثل Bausch + Lomb، Spot & Tango، Prose، وFranklinWH تثبت أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا مستقبليًا، بل ضرورة حالية لتعزيز القدرة التنافسية في ظل ضغوط الجودة والتسليم وسلاسل التوريد.

 

شارك هذا الخبر
إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

صحفي متخصص في التكنولوجيا

المقالات: 1320

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *