تصريحات الرئيس الأميركي خلال زيارته لبريطانيا
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن مخاوفه من تطور الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذه التقنية “تجتاح العالم”. وأوضح ترامب أنه يأمل أن يكون رؤساء شركات التكنولوجيا على دراية تامة بما يفعلونه في هذا المجال المتسارع التطور.
وتأتي هذه التصريحات خلال زيارة ترامب الثانية لبريطانيا كرئيس للولايات المتحدة، والتي شهدت لقاءه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وعدد من قادة الأعمال ورؤساء شركات التكنولوجيا، من بينهم جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا المتخصصة في صناعة الرقائق الإلكترونية.
“الذكاء الاصطناعي يجتاح العالم”
خلال اللقاء، اعترف ترامب بأن معرفته الشخصية بتفاصيل الذكاء الاصطناعي محدودة، وقال وسط ضحكات الحضور: “سيوجد تعاون جديد بين الحكومة والأكاديميين والقطاع الخاص في مجالات، مثل الذكاء الاصطناعي الذي يجتاح العالم… أنتم تجتاحون العالم. يا جنسن، أنا لا أعرف ماذا تفعلون هنا”.
وأضاف الرئيس الأميركي: “أتمنى أن تكون على حق. كل ما يمكنني قوله هو أن كلينا يأمل في أن تكون على حق”، مشيرًا إلى أهمية وعي شركات التكنولوجيا بالمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقها.
توقيع اتفاقية الازدهار التكنولوجي
خلال الزيارة، وقع ترامب وستارمر على “اتفاق الازدهار التكنولوجي”، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وبريطانيا في مجال تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، لا سيما في قطاع الرعاية الصحية. كما يشمل الاتفاق توسيع قدرات الحوسبة الكمية وتسريع مشروعات الطاقة النووية للأغراض المدنية.
وأشار مسؤولون إلى أن شركة إنفيديا ستنشر 120 ألف وحدة معالجة رسوميات (GPU) في بريطانيا ضمن الاتفاقية، وهو أكبر طرح للشركة في أوروبا حتى الآن، ما يعكس حجم الاستثمار والتعاون التكنولوجي بين البلدين.
استثمارات ضخمة في التكنولوجيا
تتضمن زيارة ترامب لبريطانيا توقيع اتفاقيات استثمارية بمئات المليارات من الدولارات في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة. وتركز هذه الاستثمارات على تعزيز القدرات البحثية والتطويرية، وتأمين مكانة الدولتين في السباق العالمي للتكنولوجيا الحديثة.
وتهدف الاتفاقيات أيضًا إلى دعم الابتكار في مجالات الرعاية الصحية والطاقة، مع تسريع مشاريع البحث والتطوير في الحوسبة الكمية والطاقة النووية المدنية.
تفاعل ترامب مع المسؤولين خلال توقيع الاتفاق
خلال مراسم التوقيع، وجه ترامب تعليقًا ساخرًا لوزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، قائلاً: “هل يجب أن أوقع على هذا؟ هل أنت متأكد يا سكوت؟ إذا لم يكن الاتفاق جيدًا، فأنا أحملك المسؤولية”. وأظهر هذا الموقف تفاعلاً طريفًا مع المسؤولين وحضراؤه من قادة التكنولوجيا.
ويُبرز هذا الحدث اهتمام الإدارة الأميركية الحالي بتعزيز التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، وسط تحذيرات متزايدة حول المخاطر المحتملة لهذه التقنيات على الاقتصاد والمجتمع العالمي.
تداعيات على صناعة الذكاء الاصطناعي العالمية
تؤكد زيارة ترامب وتوقيع الاتفاق على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في السياسة والاقتصاد الدولي. وتشير هذه التحركات إلى رغبة الحكومتين الأميركية والبريطانية في وضع معايير مشتركة لتطوير التكنولوجيا بشكل آمن ومسؤول، مع ضمان استثمار كبير في البحث والابتكار.
كما تعكس الاتفاقيات أهمية الذكاء الاصطناعي في تعزيز قطاع الرعاية الصحية وتسريع تبني تقنيات الحوسبة المتقدمة، ما قد يفتح فرصًا واسعة للشركات والمبتكرين في أوروبا وأميركا.




